جدير بالذكر أنّ ايدير كان مسؤولاً محلياً في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وقد جاء أولاً على لائحة «نداء تونس» الذي أسّسه الرئيس الباجي قائد السبسي. وأثناء جلسة يوم أمس، انتُخبت عبد الرحيم في الدورة الثانية من التصويت التي قاطعها بعض أعضاء اليسار والوسط الذين رفضوا التصويت لأيّ من حزبي «النهضة» و«نداء تونس».
كان مرشح «النداء» كامل ايدير الخصم الرئيسي لسعاد عبد الرحيم
وكانت «حركة النهضة» قد حلّت، خلال الانتخابات البلدية التي أُجريت منتصف شهر أيار الماضي، في الطليعة في عدد من البلديات. وفي صفاقس، وهي ثانية مدن البلاد والمركز الاقتصادي الكبير، انتُخب أحد المقرّبين من «النهضة» رئيساً للبلدية، في نهاية الشهر الماضي. وفي العاصمة، جاءت لائحة الحركة في الطليعة، لكن من دون أن تُحقق أغلبية، إذ حصلت على 21 مقعداً من أصل ستين، في اقتراع شهد نسبة امتناع كبيرة.
في الأثناء، ورغم اشتعال الجدال بين «النداء» وبعض خصومه ممن كانوا قد انشقوا عنه، والاتهامات الموجهة ضدّهم «بأنّهم صوّتوا لمرشحة النهضة»، فقد سجّل هذا الحزب «الإسلامي» أمس انتصاراً سياسياً يُحسب له، وخطا خطوة مهمة في مسار تحديث الحياة السياسية في البلاد عبر مساهمته في كسر تقاليد تاريخية لا تزال تُكبّل العمل البلدي في العاصمة التي تأسّس مجلسها عام 1858.
وعبد الرحيم (54 عاماً) واكبت «النهضة» منذ فترة طويلة، وكانت ناشطة خلال سنوات دراستها الجامعية، وعضواً في «تكتل النهضة» في الجمعية التأسيسية من 2011 إلى 2014. وهي خريجة كلية الصيدلة في مدينة المنستير شرقي تونس، وقد نفت في حوار سابق مع وكالة «الأناضول» أن تكون من خارج العاصمة، موضحة أنّها وُلدت «في العاصمة تونس، وكذلك والداي، أما جدي فهو من مدينة المطوية (محافظة قابس في الجنوب)».
حالياً، تدير عبد الرحيم شركة للأدوية في العاصمة، وأثناء دراستها الجامعية كانت طالبة معارضة لسياسات الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، في أواخر عهده. وفي عام 1985، أسهمت في تأسيس «الاتحاد العام التونسي للطلبة» (إسلاميون ومستقلون)، رغم رفض السلطات في ذلك الوقت، وكانت عضواً في مكتبه التنفيذي الأول والثاني.