لم تؤثر الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء، على عمليات الجيش السوري في ريفي درعا والقنيطرة ضد تنظيم «داعش». بل استمرت العمليات على أطراف جيب وادي اليرموك، من عدة محاور، وأدت إلى سيطرة الجيش على عدد من البلدات في المنطقة الشمالية، أهمها صيدا الجولان وأبو حارتين وعين ذكر، وذلك بالتوازي مع تقدم شرق جلّين، على محور المساكن والشركة الليبية، ومنه باتجاه قرية المزيرعة. وترافق هذا التحرك مع قصف مدفعي وجوي كثيف على مواقع التنظيم في تل الجموع وبلدة تسيل المجاورة، وعلى غالبية خطوط إمداده في عمق الجيب الذي يسيطر عليه. ويعمل الجيش على ضمان تحييد موقع تل الجموع الاستراتيجي والمشرف على كامل السهل المجاور، من يد التنظيم، عبر استهدافه بنحو متواصل ومكثف بالمدفعية، بما يمنع استغلاله للتمركز واستهداف قوات الجيش على المحاور المطلة. وفي موازاة تصاعد العمليات العسكرية ضد «داعش» قرب الحدود مع الجانب المحتل من هضبة الجولان، يستمر تنفيذ اتفاق «التسوية» في ريف القنيطرة، وتحديداً تسليم السلاح الثقيل للجيش. وبعد أن سلّم المسلحون في منطقة دوار العلم والقحطانية، أمس، آليتين ثقيلتين وراجمة صواريخ، ينتظر أن تدخل اليوم قوات الجيش إلى المنطقة. كذلك يفترض استكمال الاتفاق الخاص ببلدتي بريقة وبئر عجم، تمهيداً لدخول الجيش في وقت لاحق. وبذلك تبقى بلدة جباتا الخشب، المنطقة الوحيدة التي لم يحلّ ملف التسوية فيها بعد، برغم المعلومات التي تشير إلى تقدم جيد في المفاوضات بين قادة المسلحين هناك، والجانبين الحكومي والروسي.
سيبحث بوتين وأردوغان ملف إدلب على هامش قمة «بريكس»

وضمن إطار الجهود الروسية في ملف إعادة اللاجئين ودفع إعادة الإعمار، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف، في دمشق. وجرى بحث التعاون في ملف اللاجئين والجهود المبذولة من قبل الجانبين بهذا الخصوص، إلى جانب تحضيرات عقد الجولة العاشرة من اجتماعات «أستانا»، المقررة في مدينة سوتشي الروسية، الأسبوع المقبل. الرئيس السوري أثنى خلال اللقاء على ما تقوم به روسيا من أجل المساعدة في تهيئة الظروف لعودة جميع السوريين إلى مدنهم وقراهم، مؤكداً حرص بلاده على ذلك، وترحيبها بأي مساعدة ممكنة للسوريين النازحين في الداخل والخارج. ومن دمشق سيتوجه لافرنتييف وعدد من مسؤولي وزارة الدفاع الروسية إلى عمّان، للقاء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، لنقاش الوضع في الجنوب السوري، والأفكار المطروحة في ملف اللاجئين. وكان الصفدي قد استقبل أمس، المبعوث الأميركي لدى «التحالف الدولي» بريت ماكغورك، وأكد خلال اللقاء وفق بيان الخارجية، «أهمية تكثيف الجهود الدولية لإنهاء الأزمة (السورية) وفق حل سياسي يقبله الشعب السوري... ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها، ويوفر الأمن والاستقرار اللذين يتيحان بدء عودة اللاجئين إلى وطنهم». النشاط الروسي ضمن هذا السياق، سيحلّ أيضاً في لقاء مرتقب بين الرئيس فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، على هامش قمة دول «بريكس» في جنوب أفريقيا. وفي تصريحات للرئيس التركي، عن اللقاء المرتقب، لفت إلى أن «قضية درعا إشكالية. وسنضعها على جدول أعمالنا مرة أخرى. وهناك أيضاً قضية إدلب، التي سنناقشها، لأنه في هذه الأماكن يمكن أن يحدث أي شيء في أي وقت»، مضيفاً القول: «ما نريده هو حماية الشعب السوري من هذه الهجمات، وبالذات الهجمات الوحشية لبعض المنظمات في المنطقة». وأضاف أنّ التطورات في بعض مناطق الشمال السوري، وخاصة منطقتي تل رفعت ومنبج، «لا تسير حالياً في الاتجاه المطلوب»، من دون أن يدلي بأي تفاصيل إضافية.