السويداء | شكّلت عودة الجيش إلى كامل المنطقة الحدودية مع الأردن، وتحريره أحياء مدينة درعا الجنوبية، نهاية مرحلة أولى من العمليات العسكرية في الجنوب، قبل توجهه نحو ريف درعا الغربي والحدود مع الجولان المحتل، ليتم أمس مرحلة ثانية، أغلق معها ملف الوجود المسلح في محافظتي درعا والقنيطرة. آخر البلدات التي انسحب إليها عناصر «داعش»، قرب حدود الأردن في محيط وادي اليرموك، أصبحت في يد الجيش، لينتهي بذلك وجود التنظيم بالكامل في ما كان يسميه عادة «قاطع حوران». وعلى عكس أغلب المناطق في محافظة درعا، التي نحت فيها القوات الحكومية نحو توقيع اتفاقات «تسوية» مع الفصائل المحلية العاملة فيها، حرر الجيش، بمشاركة عدد من عناصر تلك الفصائل، مناطق سيطرة «داعش» عبر عمليات عسكرية واسعة، تخللها قصف جوي ومدفعي مكثف لمواقع التنظيم. وبرغم حساسية النشاط العسكري في ريفي درعا والقنيطرة، لجهة وجود العدو الإسرائيلي في الجانب المحتل من الجولان، تمكن الجيش بتنسيق مع الجانب الروسي، من العودة إلى كامل النقاط الحدودية وبسط سيطرته على كامل جغرافيا جنوب غربي سوريا. المسلحون في بلدات القنيطرة وريف درعا الشمالي الغربي، جرى ترحيلهم أو إدخالهم ضمن إطار «المصالحات»، وتم ظهر أمس، إخراج آخر دفعة من رافضي «التسوية» من بلدة جباثا الخشب والقرى التابعة لها، ونقلهم بواسطة 6 حافلات عبر ممر أوفانيا إلى الشمال السوري، على أن تتم خلال الأيام القليلة المقبلة، تسوية أوضاع المسلحين الذين فضلوا البقاء في البلدة، ليدخل عناصر الجيش ومن خلفهم مؤسسات الدولة. وخلال الأيام الماضية، فُتح أكثر من خط تفاوض مع الإرهابيين بهدف إطلاق النساء والأطفال المختطفين، وغالبيتهم نساء من قرية اشبكي. وفي البداية، طرح التنظيم شروطاً غير قابلة للتحقيق، مثل وقف عمليات الجيش في حوض اليرموك وابتعاده عن مواقعهم ووقف قصفهم في بادية السويداء وأقصى ريف دمشق، غير أن الجانب الحكومي لم يستجب لأي من هذه الشروط.
يستعدّ الجيش لشنّ عملية في ريف السويداء الشرقي

وتشير المعلومات المتوافرة إلى أن مسار التفاوض الذي تتابعه الحكومة، متوقف الآن، في وقت تتابع فيه القيادة الأمنية إجراء لقاءات مكثفة مع فعاليات السويداء، ووسط متابعة من الرئيس بشار الأسد لتفاصيل ملف المحافظة وتطوراته، بشكل مباشر مع اللجنة الأمنية والعسكرية فيها. وفيما تتجه أجواء المدينة إلى الهدوء، بعد توتر واسع ساد أوساطها، استكمل الجيش انتشاره وتثبيت مواقعه في شرق المحافظة، ونقل قوات كبيرة لحماية الريف الشرقي. وبالتوازي، واصل سلاح الطيران شنّ غارات مكثّفة على مواقع «داعش» في مناطق البادية الشرقية، وتحديداً مناطق الصفا والهبارية وخربة الأمباشي. وتوضح المعلومات الواردة من مصادر عسكرية رفيعة المستوى، أن الهدف الأساسي للجانب الحكومي حالياً، تحرير المختطَفات، ومن ثم القيام بعملية عسكرية كبيرة في المنطقة، خلال أيام معدودة بعد انتهاء العمليات في حوض وادي اليرموك.