بغداد | ما إن أعلنت «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات»، فجر أمس، النتائج النهائية لعملية العدّ والفرز اليدوي، حتى سارعت القوى السياسية إلى تكثيف اتصالاتها على طريق تشكيل الكتلة النيابية الأكبر، على اعتبار أن الدستور العراقي حدّد مهلة الدعوة إلى انعقاد البرلمان الجديد، من تاريخ مصادقة المحكمة الاتحادية العليا على نتائج الانتخابات، بـ15 يوماً، يليها انتخاب رئيس للبرلمان ونائبين له، تعقبه تباعاً الخطوات الدستورية الأخرى والمقدرة زمنياً بمجملها بـ90 يوماً. هذه المرة، لن تكون المشاورات «تمهيدية»، بل ستأخذ طابعاً «نهائيّاً»، وسط حديث عن «نضوج تحالف من 220 نائباً، سيعلنون تشكيل كتلة كبرى عابرة للطوائف».وعقب إعلان نتائج العدّ والفرز اليدوي بساعات معدودة، أعلن رئيس الوفد المفاوض عن «تحالف النصر» (بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي)، خالد العبيدي، التوصل إلى اتفاق على بنود تُمثّل «الخطوط العامة لتشكيل الكتلة الأكبر»، مع تحالف «سائرون» المدعوم من زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، وتحالف «الحكمة» بزعامة عمار الحكيم، و«ائتلاف الوطنية» بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي. وقال العبيدي، رئيس «قائمة النصر» في محافظة نينوى، وراعي قائمة «بيارق الخير»، في بيان إن «المحادثات الأولية مع وفدَي الحكمة والوطنية خرجت بنتائج إيجابية وتفاهمات مشتركة»، مشيراً إلى أننا «اتفقنا على وضع الخطوط العامة لبرنامج عمل الحكومة المقبلة، وضمن سقوف زمنية واضحة، مع التأكيد على ضرورة رفض مبدأ المحاصصة في تشكيل الحكومة». وأضاف أنه تم «الاتفاق مع الحكمة والوطنية على وضع بنود الاتفاق ومناقشتها والاتفاق عليها، تمهيداً لتوقيعها قبل إعلان الكتلة الأكبر في شكل رسمي».
شددت «المرجعية» على ضرورة «الالتزام بالوعود التي تُقطَع أمام الشعب»


في المقابل، يرجّح المحلل السياسي، أحمد الأبيض، كفّة تحالف يضمّ «ائتلاف الفتح (بزعامة الأمين العام لـ«منظمة بدر» هادي العامري)، وائتلاف دولة القانون (نوري المالكي)، وجزءاً من ائتلاف النصر أو كله، على أن يلتحق بالركب الحكمة»، مضيفاً في حديثه إلى «الأخبار» أن «قسماً كبيراً من قوى البيت السني سينحو باتجاه تحالف القوى الشيعية». وأشار إلى أن «التحالف المذكور سيضم 220 نائباً، على أن يكون الطرف الثالث قوى البيت الكردي، المُتمثِّلة في الحزب الديموقراطي الكردستاني (مسعود بارزاني) والاتحاد الوطني الكردستاني (أبناء الراحل جلال طالباني)». هذا التحالف، إن أبصر النور، سيكون بمثابة عودة إلى «التحالفات الكلاسيكية»، أو «تحالفات المكونات الطائفية»، التي ستعود إلى الائتلاف مجدّداً تحت عنوان «عبور الطائفية» و«الفضاء الوطني».
وكانت «المفوضية» أعلنت، أمس، النتائج النهائية للعدّ والفرز اليدوي لصناديق الاقتراع المطعون فيها، والتي جاءت متطابقة مع نتائج العد والفرز الإلكتروني في 13 محافظة من أصل 18، ما أسفر عن تغيير خمسة مرشحين من الكيان نفسه، وواحد في المقاعد، حيث خسر «تحالف بغداد» مرشحاً لمصلحة «الفتح». وقال مصدر متابع لعمل «المفوضية» إن «عمل القضاة المنتدبين مستمر للنظر في الطعون، وإرسالها إلى الهيئة القضائية الانتخابية، ومن ثم إرسال أسماء الفائزين إلى المحكمة الاتحادية للمصادقة عليها بشكلٍ نهائي»، في وقتٍ أعلن محافظ الأنبار، محمد الحلبوسي، والذي خسر مقعده النيابي، عزمه الطعن بقرار «مجلس المفوضين المنتدبين»، والخاص بإلغاء أصوات النازحين، وأبناء قضاء القائم، معتبراً أن «القرار جاء متسرعاً، وغير صحيح ومجحف بحق أبناء المحافظة».
أما ممثّل المرجعية الدينية (آية الله علي السيستاني)، عبد المهدي الكربلائي، فلم يعلّق بالأمس على إعلان النتائج، بل شدد في خطبة الجمعة على «ضرورة الشعور بالمسؤولية لعدم حدوث فوضى»، قائلاً إنه على «الحاكم أن يكون مسؤولاً عن إدارة مهامه بمسؤولية»، مضيفاً أن «من مسؤولية الحاكم الالتزام بالوعود التي يقطعها أمام الشعب، لا أن يتخلى عنها، وأن يَعِد بما هو ممكن... ويحافظ على كرامة مواطنيه ويمنع الأذى عنهم».



تغييرات محدودة في نتائج الانتخابات
أعلنت «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات» أن النتائج التي أُعلنت سابقاً من قبل «مجلس المفوضين» المجمّد، وفق العدّ والفرز الإلكتروني، بقيت على حالها، باستثناء تغييرات محدودة جاءت على الشكل التالي:
1- محافظة بغداد: خسارة المرشح محمود القيسي من «تحالف بغداد»، وذهاب المقعد إلى «مرشح الفتح» محمد صاحب الدراجي.
2- محافظة صلاح الدين: خسارة المرشح علي الصجري، وفوز المرشح شعلان الكريم في القائمة عينها.
3- محافظة الأنبار: فوز المرشح فالح العيساوي، بدلاً من محمد الكربولي، ضمن قائمة «الأنبار هويتنا».
4-محافظة الأنبار: فوز المرشح عادل المحلّاوي، بدلاً من المرشحة زينب الهيتي، ضمن تحالف «الأنبار هويتنا».
5- محافظة الأنبار: فوز المرشحة سميعة غلّاب، بدلاً من غادة الشمري، ضمن قائمة «الوطنية».
6- محافظة الأنبار: فوز المرشحة ابتسام محمد، بدلاً من نوري غافل، ضمن كتلة «عابرون».
(الأخبار)