القاهرة | عشية جولة تشمل البحرين والصين وأوزبكستان، ضمّن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، سلة التعيينات الجديدة جملة تغييرات لافتة وذات دلالة، سواء في حركة المحافظين، أو على صعيد الطاقم الدبلوماسي. بصورة متعمّدة، أُقصي رئيس «هيئة الرقابة الإدارية»، اللواء محمد عرفان، بعدما زادت شهرته بصورة ملحوظة في الفترة الأخيرة على خلفية البيانات العديدة التي تصدر من الرقابة وتعلن ضبط قضايا فساد بملايين الجنيهات. نشاطٌ لم يرق للأجهزة السيادية، فأقصي الرجل مع تكريمه بمنصب شرفي مستشاراً للرئيس لشؤون الحوكمة.إقصاء عرفان من منصبه جاء بعد أن بات شريكاً أساسياً في جميع المؤتمرات واللقاءات التي يعقدها الرئيس؛ يتحدث بعد رئيس الحكومة، ويعلن أرقام مضبوطات بالفساد تفاجئ الجميع، علماً أن عرفان ورجاله أعادوا إلى الجهاز الرقابي في السنوات الماضية ما افتقده منذ عقود في ملاحقة الفاسدين، بعد ضبط عدد من كبار المسؤولين، منهم وزراء ومحافظون في قضايا رشى. وهي قضايا أعادت الحياة إلى الجهاز الرقابي الذي يتمتع بصلاحيات واختصاصات واسعة وفق الدستور والقانون.
صحيح أن إقالة اللواء كانت متوقعة، كما جرت العادة مع كل مسؤول يلمع اسمه، لكن المفاجأة كانت في خليفته: اللواء شريف سيف الدين، مدير سلاح المشاة الأسبق ومساعد رئيس الأركان، الذي خرج من الخدمة قبل شهور، ليكون رئيساً للجهاز الرقابي الذي سيخضع لسيطرة ضباط الجيش ما بين سابقين وحاليين. فمثلاً، جاء تغيير رئيس «الجهاز المركزي للمحاسبات» بالتزامن مع اعتماد حركة المحافظين التي ضمت 17 لواء من أصل 27 محافظاً للمدن المصرية، فيما احتفظت المدن الحدودية بولاية ضباط الجيش، وكذلك مدن القناة، في أسلوب متبع منذ سنوات. أما المفاجأة، فكانت في إعادة محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، الذي خرج من المحافظة قبل خمس سنوات، ليكون محافظاً لها بعد شهور من حصوله على دكتوراه في تنمية سيناء واستغلالها على النحو الأمثل. واحتفظ نسيب السيسي، اللواء خالد فوده، بمنصبه محافظاً لجنوب سيناء، ليكون أقدم محافظ على مستوى الجمهورية.
التعيينات شملت كذلك سيدة قبطية للمرة الأولى، هي منال ميخائيل التي عينت محافظة لدمياط، المدينة ذات الطابع الاقتصادي. ويتوقع ألا يمر اختيار ميخائيل بسلاسة، خصوصاً أن محافظة قنا التي عيّن لها محافظ قبطي في وقت سابق شهدت اعتراضات أدت إلى إقالته قبل مباشرة عمله. وتعد دمياط في دلتا مصر أحد معاقل السلفية في مدن الوجه البحري. مع ذلك، الأرجح ألا تخرج احتجاجات علنية جدّية في ظل قبضة أمنية متبعة في البلاد تجهض أي تحركات على الأرض قبل تنظيمها. وبدا لافتاً أن التعيينات استبعدت رئيسة «المجلس القومي للمرأة»، مايا مرسي، من منصب محافظ الغربية الذي رشحت له، على خلفية تقارير تحدثت عن صعوبة ممارستها العمل الميداني في محافظة زراعية.
أما الحركة الدبلوماسية التي اعتمدها الرئيس، فتضمنت تعيين سفير جديد لدى تل أبيب، هو خالد محمود عبد المنعم عزمي، خلفاً لحازم خيرت. وعزمي ثاني سفير لمصر في إسرائيل بعد استئناف تبادل السفراء عام 2016، ويتوقع أن يستمر في منصبه ثلاث سنوات، على أن تكون إقامته الدائمة في تل أبيب، حيث سيسلم أوراق اعتماده للرئيس الإسرائيلي في الأسابيع المقبلة.
أيضاً، نقل الناطق الرسمي باسم الخارجية، السفير أحمد أبو زيد، ليكون سفيراً في كندا، فيما ساد الغموض بشأن السفارتين لدى واشنطن وباريس، بسبب انتهاء المدة من دون اتخاذ قرار بتعيين سفراء جدد. وعلى رغم أن السيسي عيّن مجموعة من الشباب خريجي البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب في مناصب نائب محافظ في المحافظات، وصل عددهم إلى 18 شاباً وفتاة، فإن تعيينات نواب الوزراء لم تخرج في أسمائها عن مساعدي هؤلاء.