نصبت «الجبهة الاسلامية» كميناً، فجر أمس، استهدفت فيه رتلاً تابعاً لـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام» كان في طريقه للسيطرة على مدينة منبج في ريف حلب. وقتل 19 مقاتلاً في الكمين على الطريق العام قبل مبنى جامعة الاتحاد الخاصة، بحسب ما أعلنت «الجبهة».
وتعتبر المعركة الحقيقية اليوم بين الجماعات المقاتلة في منبج، بعد سقوط الباب وجرابلس والرقة في يد «الدولة». وتقع منبج تحت سيطرة «الجيش الحر» و«الجبهة الاسلامية»، فيما يحاول «داعش» إرسال أرتال من المقاتلين لإطباق الحصار على المدينة.
وعلمت «الأخبار» أن الوضع في المدينة «صعب جداً»، وتسجل «موجة نزوح كبيرة، وسط ارتفاع حاد في الأسعار، إذ وصل سعر ربطة الخبز الى 800 ليرة» بسبب تحصّن مقاتلي «داعش» في مبنى المطاحن الموجود في أطراف المدينة ومنعهم الطحين عنها.
أما من بقي من المدنيين في منبج، فـ«وزّعت عليهم الاسلحة والعتاد لتفخيخ أرتال داعش القادمة من جرابلس». وعلمت «الأخبار»، أيضاً، أن غرفة العمليات في المدينة بقيادة «أبو شاكر قرصلي، قائد الفوج الاول في لواء التوحيد، ومؤسس كتيبة الكرامة»، و«هو مصاب في قدمه جراء معركة القصير التي شارك فيها».
وفي السياق، ذبح مقاتلو «داعش» عائلة من سبعة أفراد في حيان في حلب، فيما ردّت «الجبهة الإسلامية» بحرق اثنين من عناصر «التنظيم»، بحسب ما نقل ناشطون. كذلك اندلعت اشتباكات في محيط مطار النيرب العسكري إثر هجوم من قبل «داعش».
في موازاة ذلك، قضت وحدات من الجيش على عشرات المسلحين في قرى وبلدات عربيد وكويرس والجديدة والعامرية ومحيط السجن المركزي وشرق ماير وجنوب المعمل التركي ومزارع البيك ومحيط كلية المشاة، بحسب ما ذكرت وكالة «سانا».
وفي إدلب، تمكّن الجيش السوري من قتل 75 مسلحاً قرب قرية الغسانية في جسر الشغور، عقب ملاحقة مجموعات مسلحة تابعة لـ«جبهة النصرة». ومن بين القتلى قائد «الجبهة» في إدلب «زياد أبو القعقاع».
وفي ريف دمشق، اندلعت اشتباكات بين الجيش وعناصر «الجبهة الاسلامية» في مدينة عدرا العمالية وجوبر ودوما وحرستا وداريا والزبداني وجيرود. وذكرت مصادر لـ«سانا» أن وحدات من الجيش أوقعت قتلى ومصابين بين من كانوا يتحصنون في مدرسة المعلوماتية وقرب مدرسة القاسم في عدرا العمالية، فيما سلّم عشرات المسلحين أنفسهم في كل من ببيلا ويلدا، في وقت دخلت فيه مساعدات الى البلدتين.الى ريف حمص، حيث واصلت قوات الجيش تصديها للمجموعات المسلحة في قرى عدة، فيما شهدت البلدات الحدودية الشرقية مع لبنان هدوءاً حذراً مقارنة بالايام الماضية التي شهدت معارك عنيفة مع «النصرة».
وفي درعا، استهدفت الطائرات الحربية أكبر مقار التجمعات المسلحة، ما أدى الى مقتل قائد ميداني في كتيبة «أكناف العمري» في منطقة المخيم في درعا البلد.

علوش وممارسات «داعش»

الى ذلك، قال القائد العسكري في «الجبهة الاسلامية» زهران علوش إن «الجبهة» تجنّبت الاصطدام مع تنظيم «الدولة»، لكن ممارساته دفعت «الجبهة» الى خوض المعارك معه. وفي شريط مصوّر نشر أمس على موقع «يوتيوب»، أكّد علوش، قائد «جيش الاسلام» سابقاً أن «ممارسات هذا التنظيم المتمثلة باعتقال قادة الجيش الحر وقتل البارزين منهم، فضلاً عن التعرض لقوافل الإغاثة ونهبها، دفع الجبهة الى خوض المعارك ضد داعش». وقال علوش «وجد ضباط من الجيش السوري يمثلون أمراء في تنظيم داعش».
وشرح علوش أن «مشروع الجبهة الاسلامية هو مشروع اندماج»، مشيراً إلى أن «هناك خطة عسكرة لدمج جميع القوات التابعة للجبهة في جيش واحد».
وتساءل: «ما تفسير أننا في غوطة دمشق الشرقية وفي حمص وفي غيرها من المناطق تتساقط علينا قذائف النظام كالمطر، فيما لا يقصف داعش في المناطق المحررة». وأضاف: «أحصينا تقديراً عن عدد الصواريخ التي سقطت على مقرات جيش الاسلام في الغوطة فبلغ 900 صاروخ غراد في النصف الاول من يوم واحد، في حين تنعم داعش برفاهية في المناطق المحررة ولا يمسها النظام بسوء».
(الأخبار)