تطبيقاً للقرار الأميركي الأخير بطرد «منظمة التحرير» من واشنطن، طلبت الأخيرة من السفير الفلسطيني، حسام زملط، وعائلته مغادرة البلاد، إضافة إلى قرارها إغلاق حسابات البنوك وتأشيرات الإقامة لهم والطلب منهم المغادرة فوراً، رغم أن التأشيرات مستمرة حتى سنة 2022، كما أكد زملط في حديث صحافي. وكان القرار بإغلاق مقر المنظمة الأسبوع الماضي قد مثّل «صفعة» لعملية التسوية، وفق توصيفات مسؤولين في السلطة، واللافت أن إجراء الطرد جاء مباشراً وسريعاً.ونقلت وكالات أنباء دولية عن مصادر سياسية أن قراراً صدر بإغلاق الحسابات المالية للسلطة الفلسطينية في الولايات المتحدة، وهي خطوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقة الفلسطينية ـــ الأميركية الرسمية منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1994، لكنها تأتي إكمالاً للضربة الكبرى بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة ضمن ما يعرف بـ«صفقة القرن».
أكثر من ذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الحكومة الأميركية قررت وقف تمويل مشاريع تجمع بين فلسطينيين وإسرائيليين كانت قد أُدرجت ضمن ميزانية وافق عليها الكونغرس، مضيفة أن هذه المشاريع كانت تنفذها «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» (USAID)، وغالبيتها تستهدف صغار السن. وقال مستشار عضو الكونغرس باتريك ليهي (الذي بادر إلى تقديم المشروع)، تيم رايزر، إن التمويل «سيبقى للقاءات التي تجمع بين إسرائيليين وفلسطينيين من أراضي الـ48».
وكان لافتاً أن رئيس السلطة محمود عباس قال أول من أمس إن السلطة تنسق مع الأردن «لاتخاذ موقف موحد إزاء احتمال أن تسمح إسرائيل بإقامة الصلاة رسمياً لليهود في المسجد الأقصى، كما هي الحال في المسجد الإبراهيمي».
على صعيد آخر، عادت عمليات الطعن إلى الواجهة، وهذه المرة بعملية استهدفت أحد الضباط السابقين في الجيش الإسرائيلي، وحدثت داخل مستوطنة «غوش عتصيون»، إذ أعلن جيش الاحتلال مقتل المستوطن آري بولد (40 سنة) إثر إصابته صباح أمس بطعنات نفذها الشاب خليل جبارين (16 سنة) من مدينة يطا في الخليل. وقد أصيب جبارين برصاص أحد المستوطنين واعتقله الاحتلال. صحيفة «يسرائيل هيوم» ذكرت أن المستوطن القتيل في عملية الطعن «خدم في الجيش (قوة التدخل السريع)، وأصيب خلال حرب لبنان الثانية 2006، وكان يعمل في مجال الإعلام لمصلحة إسرائيل في بريطانيا».
قرّرت واشنطن وقف التمويل حتى لمشاريع التطبيع


من جهة ثانية، وبينما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن جيش الاحتلال يستعد لاقتحام منزل منفذ العملية، بينت الصحيفة، وفقاً للجيش، أن جبارين «لم يكن من أصحاب السوابق الأمنية، وأنه لم يتوافر إنذار مسبق حول تنفيذ العملية»، فيما نقلت مصادر فلسطينية أنه يتلقى العلاج في مستشفى إسرائيلي في القدس وحالته «مستقرة».
كذلك، أصيب خمسة جنود إسرائيليين بجراح بعد أن حاصرهم شبان فلسطينيون داخل حافلة ضلت طريقها ومرت بجوار مخيم قلنديا شمالي القدس المحتلة. ودفع جيش الاحتلال بقوات كبيرة من أجل إجلاء الجنود المحاصرين.
أما في غزة، حيث تتصاعد مشاركة الفلسطينيين في «مسيرات العودة» بعد تعرقل مفاوضات التهدئة بين حركة «حماس» وإسرائيل برعاية مصرية، فقد استشهد صهيب أبو كاشف (16 عاماً) أمس، متأثراً بجراح أصيب بها خلال الشهر الماضي. وشهدت حدود القطاع ليلة أمس حراكاً أُطلق عليه اسم «وحدة الإرباك الليلي»، وهو أسلوب جديد يقوم على إشعال الإطارات المطاطية والتسلل إلى السياج ومواجهة الجنود عن قرب، بالإضافة إلى إطلاق أصوات تشبه صفارات الإنذار عبر مكبرات صوت، ليبقى الجنود في حالة استنفار دائمة.
من جهة ثانية، قالت مصادر لـ«الأخبار» إن السفير القطري محمد العمادي التقى أمس قيادة «حماس» في غزة، في وقت تمّ فيه لقاء آخر بين الحركة ونائب المبعوث الأممي لـ«عملية السلام» نيكولاي ملادينوف، على أن يسلم الأخير قريباً عرضاً مكتوباً لـ«حماس».
وبينما انتهت زيارة وفدي الجبهة «الشعبية» و«الديموقراطية» إلى العاصمة المصرية القاهرة، متوجهين منها إلى دمشق، أكد عضو «اللجنة المركزية لحركة فتح»، عزام الأحمد، أن «وفد فتح الذي سيتوجه غداً (اليوم) إلى القاهرة، سيستمع إلى رد حماس على الورقة المصرية»، وكذلك سيستكمل «المشاورات الخاصة بالمصالحة». وقال الأحمد في حديث إلى إذاعة «صوت فلسطين» الرسمية، أمس، إن «حماس تأخرت في ردّها... لا يمكن لنا أن نقع في مصيدة الأسلوب الإسرائيلي الذي تنتهجه حماس في الاستمرار في المفاوضات من دون نتائج».