تكثفت رحلات طائرات النقل العسكرية الروسية إلى قاعدة حميميم خلال الأيام القليلة الماضية بصورة لافتة، منذ إعلان البدء بنقل «منظومات الحرب الإلكترونية» ضمن خطة تهدف إلى تعزيز أمن القوات الروسية العاملة في سوريا. وبينما لم يخرج أي تفاصيل في شأن الجهود الإسرائيلية لثني موسكو عن تسليم منظومة «S-300» إلى الجانب السوري، فقد استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة للتأكيد على أن الغارات التي تستهدف «النفوذ الإيراني» في سوريا سوف تتواصل، من دون أن يشير إلى التطورات الأخيرة التي تلت سقوط الطائرة الروسية قبالة السواحل السورية. وجاء ذلك بعدما توعّد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، خلال لقائه أمس نظيره الروسي نيكولاي باتروشف، الجانب الإسرائيلي بـ«ردود تجعله يندم» على محاولات «إذكاء الأزمة في سوريا... واستهداف الجيش السوري والقوات المكافحة للإرهاب». اللقاء الأمني الروسي - الإيراني جاء على هامش الدورة الأولى لمنتدى «الحوار الأمني الإقليمي» في طهران، وأتى عقب لقاء سياسي في نيويورك بين وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا، في وقت متأخر من ليل أول من أمس، ضمن إطار لقاءات أستانا لبحث الملف السوري. وأوضح بيان لوزارة الخارجية الروسية أن الاجتماع بحث آفاق إطلاق مسار التسوية السياسية والوضع الميداني في منطقة «خفض التصعيد» في إدلب ومحيطها. واعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عقب اللقاء، أن «أهم خطوة مستقبلاً، هي تأسيس لجنة دستورية سورية من النظام والمعارضة، إلى جانب عناصر من المجتمع المدني، وقد تناولنا في الاجتماع العديد من الآراء بخصوص تشكيل هذه اللجنة». وأضاف أن بلاده وروسيا وإيران «ستواصل أيضاً الحرب ضد التنظيمات الإرهابية». وبالتوازي عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اجتماعين منفصلين، مع كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، لبحث طرق تعزيز التعاون لحل الملف السوري وغيره من الملفات العالقة.
وعقب شكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمام مجلس الأمن، لكل من روسيا وإيران وسوريا لـ«إبطاء» هجوم إدلب تحت طلبه، عاد ليقول أمس، إنه سمع عن إدلب من امرأة منذ نحو شهر وقرأ عنها «تقريراً كبيراً جداً» في صحيفة «نيويورك تايمز»، ولذا كتب تغريدة على «تويتر» وأصدر أوامر لفريقه بما في ذلك وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون «بعدم السماح» ببدء هذا الهجوم. وفي سياق آخر، أقر «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن بقتل 1114 مدنياً في غارات جوية في العراق وسوريا منذ بداية عملياته في العام 2014. وأوضح أنه «شن 30008 غارات في الإجمال بين آب 2014 وآب 2018»، مضيفاً أنه أنهى في آب الماضي تفحص 60 بلاغاً من ضحايا مدنيين محتملين اعتبر 52 بلاغاً منها لا مصداقية لها، وفي المقابل اعتبرت ثمانية بلاغات، ذات مصداقية وتسببت في مقتل 53 شخصاً.