القاهرة | ثلاث زيارات خارجية على أجندة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بدأها أمس بزيارة جزيرة كريت اليونانية، للقاء نظيره القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني، فيما يجري بعدها مباشرة زيارة للكويت للقاء أميرها، على أن يغادر إلى العاصمة الروسية موسكو، في السابع عشر من الشهر الجاري، حيث سيبقى هناك لأيام، لكنه في الوقت نفسه لم يغب عن الداخل، خاصة في ظل مشاركته اليوم في «ندوة تثقيفية» للقوات المسلحة بمناسبة «انتصارات أكتوبر».واللافت في زيارة الكويت هو التطرق لمناقشة أزمة «الرباعي» العربي مع قطر ووساطات أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، الحالية، على أن يناقشا زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الأخيرة للكويت أيضاً، إذ ورد إلى الرئاسة المصرية أن من ضمن بنود نقاش تلك الزيارة، الملف القطري. تضيف المصادر أن اتصالات «حثيثة» جرت بين السيسي وبن سلمان، وكذلك ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، خلال الأيام الماضية في الشأن نفسه.
ركزت لقاءات الكويت على المصالحة مع قطر والشروط المصرية الجديدة


وسيعرض السيسي على أمير الكويت المطالب المصرية لقبول المصالحة مجدداً مع الدوحة، وفيها بنود إضافية عمّا تطلبه باقي دول الخليج. وقالت مصادر مصرية لـ«الأخبار» إن لقاء بين أميري الكويت وقطر سيعقد في وقت لاحق، وذلك في مسعى لإنهاء حالة المقاطعة للأخيرة.
واستبق «الجنرال» زيارة الكويت بمقابلة مع رؤساء تحرير الصحف، تحدث فيها عن العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى رؤيته في التعامل مع الخليج ومواجهة إيران وملفات أخرى في المنطقة تحدث عنها باستفاضة، في حوار غلب عليه توجيه رسائل مباشرة، خلال اللقاء الذي جرى في قصر الاتحادية واستمر لنحو 3 ساعات عصر أول من أمس.
وبالعودة إلى الزيارة الأولى، حطّ الرئيس المصري في كريت اليونانية لساعات، ليسجل القمة السادسة مع رئيس الوزراء اليوناني والرئيس القبرصي، خاصة أنه سبق لهم توقيع اتفاقات تعاون في مجالات عدة، مثل ترسيم الحدود البحرية بين البلدان الثلاثة، وهو ما ساعد أخيراً على اكتشاف عدد من حقول الغاز في عمق البحر المتوسط. وقال السيسي إن آلية التعاون بين مصر وقبرص واليونان «أصبحت تشكل أساساً استراتيجياً راسخاً في المنطقة»، مشيراً إلى أن هذه الدول تسعى إلى «تعزيز تعاونها الاقتصادي ومواجهة التطرف والإرهاب... وفق القوانين والأعراف الدولية». وحول القضية القبرصية، أكد أهمية العمل على «استئناف مسار المفاوضات من أجل توحيد البلاد وفقاً لمقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وبما يراعي شواغل الجميع، ودون فرض وصاية لأحد على الآخر».
أما أجندة السيسي الأسبوع المقبل، فتتضمن رحلة عمل إلى موسكو يلتقي خلالها نظيره الروسي، فلاديمر بوتين، فضلاً عن مسؤولين روس، من بينهم مديرو شركة «رستوم» التي تنفذ المشروع النووي المصري في الضبعة. لكن لم تكشف الرئاسة المصرية حتى الآن أجندة الزيارة التي يجري الترتيب لها منذ أسابيع على مستوى عالٍ بين البلدين.