غزة - أمجد ياغيتدعي إسرائيل دائماً أنها دولة تحترم الإنسانية، تنتهز فرصة لجوء الفلسطينيين المرضى الى مستشفياتها للحالات الصعبة، لتسويق هذه الصورة أمام العالم، لكن، تبين من روايات غزاويين مروا بهذه التجربة ان اسرائيل لا تكتفي فقط بذلك، لكنها في الحقيقة تستغل حاجة المريض لإيقاعه في فخ العمالة.
لاقى الكثير من الفلسطينيين مصيرهم بسبب منعهم من دخول إسرائيل للعلاج، وبعضهم تعافى داخلها، أما البعض الآخر، فيروون روايات اخرى.

«زين» مثلا، طفل يعاني منذ ولادته مشاكل خلقية في القلب. عجز الأطباء عن تقديم أي علاج له، لضعف الإمكانات المتاحة في قطاع غزة، الأمر الذي جعل والديه يبحثان عن أقرب مكان خارج القطاع لعلاجه، وهو المستشفيات الإسرائيلية. خرجت هداية التتر أم زين لمعالجته في مستشفى «تل هاشومير»، لكنها لاقت أسوأ معاملة فأهملت عدة أيام، حتى أُخبرت في النهاية أن العملية تأجلت، وعليها العودة إلى غزة مع انتظار الاتصال بها لإكمال علاج الطفل.
وعند رجوعها إلى غزة، تلقت اتصالا كان صادما لها!
تحتار هداية كيف تنقل شكواها، وتروي القصة للأخبار «تلقيت اتصالا من امرأة تدعي بأنها «حلا» من القدس من جهاز الشاباك الإسرائيلي وتريدني أن أتعاون معها لكي يتعاونوا معي في علاج ابني، ووعدتني بإحضار بروفيسور أميركي متخصص للإشراف على علاجه، وفي الوقت نفسه كنت بانتظار اتصال من المستشفى ليبلغوني موعد العملية». وماذا فعلتِ؟ تقول « في ذلك الوقت جاء زوجي، واتفقنا على ان نرد عليها عند اتصالها، دون ان نخبرها رفضنا التام لفكرتها لحين التوصل إلى حل».
وتقدمت هداية بطلب مساعدة الحكومة المقالة لعلاج طفلها في مستشفيات خارج القطاع، وقد طلبت هذه من الأم عدم الرد على مكالمات تحمل أرقاماً مجهولة، وعملت على التواصل مع مستشفيات متطورة في البلدان المجاورة حتى توافر لها مشفى تركي عولج فيه الرضيع واستقرت حالته الصحية.
تضيف السيدة « لم يقتصر الأمر علي فقط، لأن أقاربي يعملون في الأجهزة الأمنية، وزوجي في الداخلية. وهناك رجل مريض كان يتلقى علاجا ويحتاج إلى أدوية باهظة الثمن، جرى ابتزازه على أنه لا خيار له سوى قبول عرضهم، على أن يتكفلوا بعلاجه، لكنه لم يقبل، فوصلته فاتورة بقيمة 40 الف دولار أميركي!».
حالة عبد الرحيم، الذي فضل عدم الكشف عن اسم عائلته، لا تختلف كثيراً عن حالة هداية، فهو تلقى علاجاً مبدئياً في مستشفيات إسرائيل، وروى لنا أن جهاز الاستخبارات الإسرائيليّة طالبه بالتخابر معه. وقال للأخبار «طلبوا منى نقل معلومات عادية حول الحي الذي أسكنه، حتى يسمحوا لي بالوصول إلى المستشفيات الإسرائيلية والعلاج فيها، لكنني أعلم أنهم يستدرجونني إلى معلومات أخطر وأكبر إذا وافقت على نقل معلومات عادية».
وأضاف عبد الرحمن «يستغلون حاجتنا للوصول إلى مستشفياتهم لمقايضتنا بالتخابر معهم ونقل معلومات عن أماكن وجود المقاومين ومخازن السلاح .. يريدوننا أن ندمر كل من حولنا بأيدينا ونحطم ما بنيناه لأولادنا الصغار».
الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة في غزة إسلام شهوان قال للأخبار «للأسف هناك حالات كثيرة جدا تعرضت للابتزاز داخل فلسطين المحتلة خلال تلقيها العلاج، لكن وزارة الداخلية نظّمت حملة توعية، وخصوصاً بين المرضى والتجار والطلاب، الذين يسافرون الى هناك أو يعبرون من خلالها عند اجتيازهم معبر إيرز، الذي يفصل قطاع غزة عن إسرائيل».