غداة إقرار السعودية بمقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في اسطنبول «إثر شجار مع مسؤولين سعوديين»، أضاف مسؤول سعودي في حديثٍ إلى وكالة «رويترز» معلومات جديدة على هذه الرواية. هذه المعلومات تفيد بأن مقتل خاشقجي حصل «جراء كتم النفس»، وأن «فريق التفاوض تجاوز معه الصلاحيات وخالف الأوامر».
وأوضح المسؤول أن خاشقجي «تُوفي بسبب كتم النفس خلال محاولة منعه من رفع صوته وفق تقريرٍ أولي»، مضيفاً أن تصرّف مسؤول العملية «اعتمد على توجيه سابق بمفاوضة المعارضين للعودة، لكن فريق التفاوض مع خاشقجي تجاوز صلاحياته واستخدم العنف وخالف الأوامر، وتقارير المهمة الأولية لم تكن صحيحة ممّا اضطرنا إلى التحقيق».
وتابع المسؤول أن التوجيه السابق بالتفاوض لم يستلزم عودة المسؤول لنيل موافقة القيادة، كما أدى «ارتباك فريق التفاوض مع خاشقجي إلى التغطية على الحادثة».
في التصريحات نفسها، ذكر المسؤول السعودي أن الخطة الأولية تضمنت خطف خاشقجي، وإخفاءه فترة في اسطنبول، ثم إقناعه بالعودة إلى السعودية، والإفراج عنه إذا رفض العودة‎.
وأشار إلى أن الحكومة السعودية أرادت إقناع خاشقجي، بـ«العودة إلى المملكة كجزء من حملة، للحؤول دون تجنيد أعداء البلاد للمعارضين السعوديين».
نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري، والمستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني، اللذان تم إعفاؤهما من منصبهما، شاركا في إعداد عملية فريق التفاوض، وفقاً للمسؤول.
بحسب هذه التصريحات، إن فريقاً من 15 سعودياً، أُرسلوا للقاء خاشقجي في الثاني من الشهر الحالي، «لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم، ثم ارتدى أحد أفراد الفريق ملابس خاشقجي ليبدو الأمر وكأنه غادر القنصلية». وأضاف المسؤول ذاته أن جثة خاشقجي تم لفّها في سجادة وتسليمها لمتعاون محلي للتخلص منها، موضحاً أن النتائج الأولية للتحقيق «لا تشير إلى تعذيب».
إلى ذلك، أرجع الرواية السعودية الأولى بشأن إعلان المملكة مغادرة خاشقجي القنصيلة، إلى معلومات خاطئة قدمتها جهات داخلية (لم يسمّها) في ذلك الوقت، مشيراً إلى أنه جارٍ البحث عن جثمان خاشقجي.

أردوغان: سأكشف الحقيقة الكاملة
وعدَ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم، بكشف «الحقيقة الكاملة» في شأن ملابسات مقتل خاشقجي، موضحاً أنه سيدلي بتصريح جديد في شأن هذه القضية خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه «العدالة والتنمية» بعد غدٍ الثلاثاء.
وخلال حفل افتتاح خط جديد لمترو الأنفاق في إسطنبول، قال أردوغان: «نحن نبحث عن العدالة هنا، وسيتحقّق ذلك في الحقيقة الكاملة، وليس من خلال بعض الخطوات العادية، ولكن في كشف الحقيقة الكاملة»، متسائلاً: «لماذا أتى 15 رجلاً إلى هنا؟ لماذا تمّ اعتقال 18 شخصاً؟ ينبغي الإفصاح عن جميع تفاصيل هذه الأمور».