عادت الاشتباكات الدموية بين الحوثيين وقبائل في شمال اليمن، رغم الاتفاق الذي وُقِّع نهاية الأسبوع الماضي لوقف إطلاق النار، لتحصد 8 قتلى، في وقت تتواصل فيه مسيرات لأنصار الحراك الجنوبي (المطالب بالانفصال) رفضاً لمخرجات الحوار الوطني الذي أنهى أعماله السبت الماضي بخصوص القضية الجنوبية.
وأصيب أمس ثلاثة أشخاص بينهم جندي في اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن الخاصة التابعة لوزارة الداخلية، ومسلحين من الحراك الجنوبي في مدينة عتق (عاصمة محافظة شبوة).
وجابت مسيرات مختلفة شوارع محافظات الضالع وعدن وشبوة ولحج (جنوب البلاد)، ورفع المشاركون فيها لافتات مؤيدة لانفصال جنوب اليمن عن شماله، ورفعوا صور علم دولة الجنوب السابقة، ورددوا هتافات رافضة للوحدة اليمنية ومخرجات مؤتمر الحوار.
واتفقت مختلف المكونات السياسية على حل القضية الجنوبية، وذلك بتوقيع وثيقة حلول هذه القضية التي تُعَدّ خلاصة حوار سياسي بين المكونات المشاركة في المؤتمر على مدى أكثر من 10 أشهر، ووقّعت عليها كل المكونات المشاركة خلال الأسابيع الماضية بإشراف المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، وتهدف إلى تحويل اليمن إلى دولة اتحادية من عدة أقاليم لإيجاد حل لمطالب قوى جنوبية بانفصال الجنوب عن الشمال.
وأبرز ما جاء في الوثيقة، أن «يشكل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، رئيس مؤتمر الحوار الوطني، لجنة برئاسته وبتفويض من المؤتمر لتحديد عدد الأقاليم الفيدرالية، ويكون قرارها نافذاً، على أن تدرس اللجنة خيار الأقاليم الستة (4 في الشمال و2 في الجنوب) وخيار الإقليمين (شمالي وجنوبي)، وأي خيار آخر ما بين هذين الخيارين».
في غضون ذلك، أفاد مصدر قبلي بأن «اشتباكات عنيفة اندلعت اليوم (أمس) في مناطق وادي الأبيض ووادي حواري وذو مطيع وذو عناس التابعة لمديرية حوث في محافظة عمران (شمال) أدت إلى مقتل سبعة من جماعة الحوثي على الأقل وجرح آخرين بالإضافة إلى مقتل مسلح قبلي وجرح اثنين آخرين».
أشاد كل من السفير التركي في اليمن، فضلي تشورمان، والقائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن، كارين ساساهارا، بالنتائج التي حققها مؤتمر الحوار الوطني في اليمن الذي أنهى أعماله السبت.
وقال تشورمان إن «الخارجية التركية أصدرت بيانًا عبّرت فيه أن الحوار الوطني باليمن يعتبر نموذجاً راقياً على مستوى العالم في طريقة حل النزاعات بصورة سلمية».
(الأناضول)