حلب | سيطر الجيش السوري على أول حيّ من أحياء شرق المدينة بعد ثبات لخطوط التماس دام عاماً كاملاً، في ظل تقدّمه في أطراف أحياء أخرى متاخمة، ستتيح له تقطيع أوصال المنطقة التي يسيطر عليها المسلحون وفتح طريق المطار من قلب المدينة، الذي لا يستغرق قطعه من مركز المدينة سوى عشرين دقيقة.
حيّ كرم القصر، أول حي من أحياء مدينة حلب الشرقية الذي يسيطر عليه الجيش، ويقع بالقرب من مطار حلب الدولي، وهو من الأحياء الشعبية المعروفة باسم السكن العشوائي. بالقرب من كرم القصر، تقع أحياء كرم الطراب والمعصرانية والسكن الشبابي والجزماتي التي تدور فيها معارك عنيفة منذ أيام، حين قرر الجيش توسيع نطاق حماية مطار حلب الدولي الذي أعيد تشغيله الأسبوع الماضي. وفي الحيّ الذي هجره سكانه كلهم تقريباً، تواصل فرق الهندسة البحث عن الألغام وتفكيكها، فيما يعتلي قناصة سطوح الأبنية العالية المطلة على الميسر والسكن الشبابي.
وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إنّ «تأمين المطار عملية مستمرة... كذلك إن تثبيت السيطرة على المناطق المحررة والانطلاق مجدداً لتحرير مناطق أخرى، مع إنهاك الإرهابيين طوال الوقت».
وتدور المعارك الأعنف على محور المرجة ـــ باب النيرب، حيث تحاول «اللجان الشعبية» التقدّم في اتجاه الحي ومحاصرة المسلحين المتمركزين في قرية العزيزة.
وفي شمال غرب المدينة، تدور معارك عنيفة بين الجماعات المسلحة في ما بينها من جهة، وبين الجيش السوري من جهة أخرى.
في المقابل، أشار مصدر معارض في عندان لـ«الأخبار» إلى أنّ «داعش» «استهدفت سيارات الإسعاف التي تنقل مصابي المعارك مع الجيش السوري في معارة الارتيق بعد استهدافها الرتل المتوجه لمؤازرة المجاهدين في معارة». وإثر ذلك، قررت الجماعات الأخرى، صباح أمس، شنّ هجوم على بلدتي كفرة حمرة وحريتان المتاخمتين لحلب، اللتين تنتشر فيهما عناصر «داعش»، وأبرز الجماعات المهاجمة، التي أطلقت على غزوتها اسم «النهروان»، هي «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«لواء أحرار سوريا». وأعلن هؤلاء «النفير العام» في عندان التي قطعت جميع الطرقات الموصولة إليها ومنعت الحواجز في مداخلها اقتراب أي سيارة.
في موازاة ذلك، نفّذ «داعش» تفجيراً انتحارياً ثانياً في معارة الارتيق استهدف حاجزاً لـ«الجبهة الإسلامية» وأوقع عشرة عناصر بين قتيل ومصاب. لكن خصوم «داعش» حافظوا على السيطرة على معظم بلدة حريتان، لتدور الاشتباكات في شمالها وعلى الطريق الدولي حلب ــ اعزاز.
إلى ذلك، لم تتوقف غارات سلاح الجو التي استهدفت أرتال سيارات تنقل السلاح والذخائر في محيط السجن المركزي وفي باب النيرب وكرم حومد وقاضي عسكر ومدينة هنانو، وفي الريف الشرقي في دير حافر وكويريس والعربيد والجديدة.
على صعيد آخر، ارتفع عدد الأشخاص الذين قضوا بسبب الجوع في مخيم اليرموك في ريف دمشق إلى 73، في وقت واصل فيه الجيش استهداف المسلحين في داريا وخان الشيح والزبداني ودوما وعدرا وجوبر ومزارع تلفيتا في ريف دمشق.
وأشارت مصادر عسكرية لوكالة «سانا» إلى أنّ وحدة من الجيش استهدفت 12 مسلّحاً في منطقة المقالع بين مدينة صيدنايا وبلدة تلفيتا. وفي منطقة دوما، جرى إيقاع أفراد مجموعة مسلحة قتلى ومصابين في مزارع الحجارية.
من جهة ثانية، أحبط الجيش السوري هجوماً على ريف القصير الجنوبي في حمص من لبنان.
وبحسب المصادر العسكرية، تسلّل المسلحون عبر وادي حوارة ووادي البشاشة والنعيمات. ولفت مصدر عسكري لوكالة «سانا» إلى أن وحدة من الجيش استهدفت مجموعات مسلحة في قرية الزارة في ريف تلكلخ وحي القصور.