في أول لقاءٍ مُتلفز منذ مقتل والدهما، في 2 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ناشد إبنا الصحافي السعودي المقتول، جمال خاشقجي، للحصول على جثمان الأخير لدفنه في المدينة المنوّرة، تنفيذاً لوصيته.وفي مقابلة أجرتها معهما شبكة «سي أن أن»، بُثت اليوم، قال صلاح خاشقجي (35 سنة) وشقيقه عبد الله (33 سنة)، اللذان وصفا والدهما بأنه «شجاع وسخي وشجاع للغاية»، إنهما تعرّضا لأسابيع من الألم وعدم اليقين بعد اختفائه وموته في قنصلية بلاده في إسطنبول. وخلال اللقاء الذي تمّ في واشنطن، قال عبد الله: «كل ما نريده الآن هو دفنه في البقيع في المدينة المنورة مع بقية العائلة»، لافتاً إلى أنه تحدث بشأن ذلك مع السلطات السعودية، آملاً في أن يحدث ذلك قريباً. وفيما تمنى عبد الله أن «كل ما حدث لم يكن مؤلماً بالنسبة له أو كان سريعاً، أو أنه كان موتاً سلمياً»، تطرّق ابنه الآخر صلاح إلى وصف جمال خاشقجي بأنه متعاطف مع جماعة «الإخوان المسلمين» و«إسلامي خطير»، وذلك في المكالمات الهاتفية التي أجراها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع جارد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي ومستشاره، وجون بولتون، مستشار الأمن القومي، وفقاً للتقارير الواردة في كل من صحيفتي «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز». وقال صلاح: «إنها مجرّد وسوم والناس لا يقومون بواجبهم بشكلٍ صحيح ويقرأون مقالهم ويتعمّقون. من الأسهل التمسك به».

في ما يلي أبرز ما صرح به صلاح:
كان جمال شخصاً معتدلاً. كان يحب الجميع. كانت لديه خلافات وقيم مشتركة مع الجميع.
أرى الكثير من الناس يخرجون الآن ويحاولون المطالبة بإرثه. ولسوء الحظ فإن بعضهم يستخدم ذلك بطريقة سياسية لا نتفق معها تماماً.
الرأي العام مهم. لكن خوفي هو أنه أكثر تسييساً. فالناس يجرون تحليلات قد توجهنا بعيداً عن الحقيقة.
أتذكر والدي «كرجل معتدل لديه قيم مشتركة مع الجميع... رجل يحب بلده، الذي كان يؤمن بقدراته وإمكانياته».
جمال لم يكن أبداً منشقاً. إنه يؤمن بالملكية، إنه الشيء الذي يبقي البلاد معاً. وهو يؤمن بالتحول الذي يمر بها.
مصدرنا (بشأن التحقيق في مقتل جمال) هو المصدر نفسه الذي لديك. إنه لغز. هذا يضع الكثير من الأعباء علينا ــ جميعاً. إن الجميع يسعى للحصول على معلومات مثلما نفعل. إنهم يعتقدون أن لدينا إجابات، ولسوء الحظ ليست لدينا...
السبب الرئيس وراء اختياره العيش في تركيا هو أن يكون قريباً من عائلته. لديه علاقة خاصة جداً مع جميع شقيقاته. كان من الصعب علينا جميعاً سماع الأخبار المأسوية.

أبرز ما صرح به عبد الله:
عندما ذهبت لزيارته في تركيا كان سعيداً. كانت فرصة جيدة للغاية بالنسبة لي لرؤيته. توقفنا في إسطنبول واستمتعنا، وكنت محظوظاً حقاً أن أخوض آخر لحظة معه. أشعر بالامتنان الشديد.
الأمر صعب، ليس سهلاً. خاصة عندما تصبح القصة كبيرة. ليس الأمر سهلاً، إنه أمر مربك. حتى الطريقة التي نحزن بها، إنها مربكة بعض الشيء.
نحن ننظر إلى الإعلام والمعلومات المضلّلة. هناك الكثير من الصعود والهبوط. نحن نحاول أن نكون عاطفيين وفي الوقت نفسه نحاول الحصول على القصة ــ القطع، والقطع من القصة لإكمال الصورة بأكملها، إنها مربكة وصعبة، إنها ليست حالة طبيعية وليس موتاً طبيعياً.