أظهر التقدير الاستراتيجي السنوي، الصادر عن مركز أبحاث الأمن القومي، في تل أبيب، أن الفرص الكامنة في التحولات التي يشهدها العالم العربي عامة، أكبر من التهديدات التي تخوفت منها القيادات الإسرائيلية قبل ثلاث سنوات على بدء هذه التحولات، وبالتالي لم يكن مفاجئاً أن يوصِّف التقدير، العام الماضي، بأنه عام الفرص التي تحققت فيه جملة من المصالح الإسرائيلية، وفي مقدمها استنزاف أعدائها، وتحديداً لجهة ما يتعلق بالساحة السورية.
مع ذلك، لفت التقدير إلى مسارات سماها بالإشكالية، مرتبطة بالتحدي الذي تمثله إيران للأمن القومي الإسرائيلي، أضف إلى الخشية من التداعيات التي ينطوي عليها فشل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، حيث دعا، في حال تحقُّق هذا السيناريو، إلى انسحاب أحادي الجانب من الضفة الغربية مع الإبقاء على قوات في غور الأردن. وكان بارزاً جداً، ترحيب التقدير بالفرصة الاستراتيجية التي يوفرها الصراع السني ـ الشيعي، والرهان على أن يؤدي ذلك إلى إضعاف المحور الذي تتصدره إيران، وانزياح مجموعة الدول العربية «المعتدلة» إلى جانب إسرائيل، وصولاً إلى التوصية بالتعاون والتنسيق مع هذه الدول