القاهرة | بكل صراحة ووضوح بدأ اجتماع المجلس العسكري، الذي رتّب له في أقل من ساعة أول من أمس، لمناقشة بند واحد على جدول أعماله: من هو مرشح المجلس لرئاسة الجمهورية؟ اجتماع انتهى إلى ترك الخيار لوزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي ليقرر أمر ترشحه للرئاسة من عدمه. ونقلت مصادر مطلعة على كواليس الاجتماع، لـ«الأخبار»، أن السيسي افتتح الجلسة بطرحه نقطة أساسية «سنناقش اليوم (أول من أمس) أمر الترشح للرئاسة، وأودّ أن نطرح الآراء في هذا الموضوع».وأضافت المصادر أن «المشير السيسي بدا هادئاً أكثر من المعتاد ونبرات صوته تدعو إلى طمأنة الجميع إلى مستقبل خارطة المستقبل التي خطّها بيديه». ونقلت المصادر أن السيسي بدأ كلمته مخاطباً أعضاء المجلس الاعلى بالتركيز على الحديث عن المؤسسة العسكرية وأهمية الحفاظ على تطوير قدرات الجيش في ظل الأوضاع التي تمر بها المنطقة والشرق الأوسط. وقال «لا بد أن تعلموا أن الجيش المصري سيظل هو القوة الأساسية لشعب مصر وللمنطقة العربية، وسيبقى من أعظم الجيوش بفضل التدريبات والتسلح غير المرهون بدولة واحدة، وسنبقى ماضين في طريقنا لحماية منطقة الشرق الاوسط من المكائد التي تحاك ضدها». وأضاف أن «القوات المسلحة تمتلك قيادات قادرة على القيام بإحياء مشاريع المناورات بشكل مستمر ورفع كفاءة الفرد المقاتل جسدياً ومعنوياً، مع ضرورة التأكيد على التعرف إلى كل ما هو جديد في مجال العلم العسكري والتكتيكي لنبني جيلاً ماهراً من المقاتلين قادراً على صناعة المعجزات لحماية وطنه».

وأشارت المصادر إلى أن السيسي فضّل أن يشرح بنفسه كل الانجازات التي قامت بها القوات المسلحة، مهنئاً رئيس الأركان الفريق صدقي صبحي على «إخلاصه لعمله، لأنه المحرك الفعلي والقريب من الجنود بفضل موقعه العسكري»، ثم حيّا بنفسه كل القيادات التي جلست إلى طاولة الاجتماع نصف الدائرية لما بذلوه من تضحيات طوال الثلاث سنوات الماضية التي «تتطلب تسخير كل الوقت والجهد لحماية البلاد».
ولفتت المصادر إلى أنه حين انتهى السيسي من عرض كل أعمال التقدم في الجيش، شدد على أهمية «بذل المزيد من الجهد والعرق لإنهاء مخطط الفوضى، وما زال أمامنا الكثير للقيام به».
هنا تدخل الفريق صدقي صبحي قائلاً: «نحن نعلم خطورة الموقف والمشهد العام للأحداث المتتابعة، ومخطط الوقيعة بين الجيش والشعب بات طيّ النسيان بفضل جهود أبناء القوات المسلحة، ويجب مناقشة الترشح للرئاسة».
وتابعت المصادر أن صدقي شدد على أن المجلس «لا يمكن أن نأمرك (السيسي) بالترشح لأنه لا دخل للقوات المسلحة في التطرق إلى الأحاديث السياسية وعليه: الأمر متروك لك وحدك، حدّد قرارك وفق مقتضيات مبادئك العسكرية التي تدافع بها عن تراب هذا الوطن».
وتابع رئيس الأركان قائلاً إن «الشعب المصري أثبت جدارة في استيعاب المخطط، ودافع عن مصر، وأسر كثيرة مصرية ضحّت بأمور كثيرة نقدّرها وحان وقت تعويضهم عن الأزمات المالية والاقتصادية التي مروا بها، ولعل البدء الفعلي بتنفيذ خارطة المستقبل هو العوض الحقيقي عن أيام مرت بلا تقدم في عمر مصر».
وتشير المصادر إلى أن السيسي استمع جيداً إلى حديث صبحي الذي حظي باهتمام الاعضاء، ثم علّق قائلاً: إن «سنوات الجهد السلبي ستعوض، ولكن ما لا يمكن تعويضه هو الدماء المصرية التي سقطت، والصعوبة الحقيقية في تقديم عوض مناسب للأسر التي تأذّت بسبب زهق دماء أبنائهم».
ورفض المصدر الكشف عمّا قاله السيسي في شأن ترشحه، مكتفياً بالإشارة فقط إلى البيان الذي صدر عن المجلس العسكري، والذي أذيع مساء أول من أمس.