مع مرور الأيام على بداية «جنيف 2» يفقد المؤتمر الدولي بريقه السياسي والاعلامي، خاصة مع وضوح نتيجته النهائية: لا خرق في الحد الأدنى سوى العمل على مواصلة الاجتماعات. وأمس، خطف جنرال إسرائيلي الأضواء، ومن باب الميدان السوري أيضاً، بعد تسريب خبر قرار الكونغرس مواصلة تسليح «المعارضة المعتدلة» قبل يومين.
هناك ثلاث قواعد لتنظيم القاعدة في تركيا، قال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أفيف كوخافي. وأضاف أنّ «بعض مقاتلي القاعدة الذين يذهبون إلى الحرب في سوريا لديهم قواعد في تركيا المجاورة، ويمكنهم الوصول بسهولة إلى أوروبا عن طريق تركيا».
ولفت كوخافي، الذي كان يستعين بخارطة للشرق الأوسط مبيّن عليها مناطق وجود القاعدة أمام مؤتمر أمني، إلى أنّ مقاتلي القاعدة من شتى أنحاء العالم يدخلون سوريا أسبوعياً «لكنهم لا يبقون هناك». وظهرت على الخريطة ثلاث قواعد للتنظيم داخل تركيا. ورفض الجنرال الإسرائيلي الإجابة عن سؤال لوكالة «رويترز» يطلب تقديم أرقام محددة، لكن المتحدثة باسمه قالت إنّ «الخريطة توضح قوة ومكان القواعد التي يستخدمها مقاتلو القاعدة، والموجودة على ما يبدو في أقاليم كرمان وعثمانية وأورفة».
وأضاف، في مؤتمر نظمه معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، «سوريا تنقل حربها إلى المنطقة كلها. تلك البقع (على الخريطة) في تركيا لم يضعها الرسام خطأً، وهي قريبة من أوروبا».
في موازاة ذلك، قالت وسائل إعلام تركية، أمس، إنّ الجيش التركي هاجم قافلة عربات لمقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة رداً على إطلاق نيران عبر الحدود ودمر ثلاث عربات. وقالت محطة «سي. ان. ان. تورك» إنّ القوات التركية ردّت بعد توجيه نيران أسلحة خفيفة إلى عربتين للجيش التركي.
وإلى جنيف، أعلن الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي أنّه لا يتوقع «شيئاً ملموساً» في نهاية الجولة الحالية من المحادثات بين وفدي المعارضة والحكومة السوريين. وأضاف «لأكون صريحاً، لا أتوقع أن يتم إنجاز شيء نوعي» في نهاية الجولة يوم الجمعة، مضيفاً «هناك كسر للجليد ببطء، لكنه ينكسر».
وأشار إلى أنّ الطرفين «يبدوان مستعدين للبقاء والاستمرار (...) لكن الهوة بينهما كبيرة جداً». وقال «لا نزال نتوقع الانتهاء من هذه الجولة الجمعة، والجمعة سنتفق على المواعيد للاستئناف، على الأرجح بعد أسبوع»، متمنياً أن تكون الجولة الثانية «أكثر تنظيماً وأن تثمر أكثر».
وأعلن الوفدان السوريان، إثر جلسة مشتركة عقداها أمس، حصول «تقدم» وتوافر أجواء «إيجابية»، مع شروعهما في البحث في اتفاق «جنيف 1»، وإن بقي كل طرف على موقفه لناحية أولوية البحث.
وقالت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان إنّ «المحادثات كانت إيجابية لأننا تحدثنا عن الإرهاب». وأضافت «الفارق الوحيد بيننا وبينهم، وهو فارق كبير في الواقع، هو أننا نريد أن نناقش جنيف واحد فقرة فقرة، أما هم فيريدون أن يقفزوا إلى الفقرة التي تتحدث عن الحكومة الانتقالية. إنهم مهتمون بأن يكونوا في الحكومة فقط، لا بوقف هذه الحرب المروعة».
في المقابل، قال عضو الوفد المعارض، لؤي صافي، «حصل تقدم إيجابي لأننا للمرة الاولى نتحدث في هيئة الحكم الانتقالي». وأوضح أنّ «النظام حاول تجنب الحديث عن الهيئة وفضّلوا التركيز على قضايا الارهاب». ورأى أنّ «وفد النظام يبدو أكثر استعداداً للبحث في هذه المسألة، ولو أنهم يحاولون إبقاءها في أسفل النقاش».
إلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنّ بلاده «مستمرة في دعم المعارضة المعتدلة في سوريا وليس المتطرفين». وأضاف، في رسالته السنوية إلى الكونغرس، أنّ «السلاح الكيميائي السوري يدمّر بفضل جهود الدبلوماسية المدعمة بتهديد استعمال القوة... نحن مستمرون في العمل مع المجتمع الدولي للتوصل الى مستقبل يستحقه الشعب السوري».
من جهته، رأى مدير الاستخبارات الاميركية، جيمس كلابر، أنّ دمشق، التي يجري تفكيك أسلحتها الكيميائية، «قادرة على الأرجح على القيام بإنتاج محدود» لأسلحة بيولوجية.
وقال كلابر، في شهادة مكتوبة الى لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، «نعتقد أنّ عناصر من برنامج الأسلحة البيولوجية السورية تجاوزت مرحلة البحث والتطوير، وأن سوريا قادرة على الأرجح على القيام بإنتاج محدود» لهذه الاسلحة. وحذر من أنّ «سوريا تملك أسلحة تقليدية يمكن تغييرها لنشر عناصر بيولوجية»، لكنه لم يوضح كمية الاسلحة البيولوجية أو نوع العناصر التي يشتبه في أنّ دمشق تمتلكها.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)