بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأييد السعودية لكونها «شريكاً راسخاً» لبلاده على الرغم من مسؤوليتها عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي، رأت أنقرة أن بيان ترامب بشأن الجريمة «ينوي غضّ النظر» عن هذه القضية. وفيما بدأ ولي العهد محمد بن سلمان جولته الخارجية الأولى منذ مقتل خاشقجي، بزيارة الإمارات، من المفترض أن يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أروغان على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين.
لقاء قريب بين ابن سلمان وأردوغان
أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، يوم أمس، أن الرئيس رجب طيب أردوغان قد يلتقي ولي العهد السعودي الأسبوع المقبل على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين. وكانت قناة «العربية» السعودية قد أكدت حضور ابن سلمان للقمة التي تستضيفها الأرجنتين.
وقد بدأ ابن سلمان أول جولة خارجية له منذ مقتل خاشقجي، حيث زار الإمارات يوم أمس، وكان في استقباله في مطار أبو ظبي ولي عهد دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان مع العديد من المسؤولين الإماراتيين. وقد تناول اللقاء بينهما «التحديات والتهديدات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط»، وفق وكالة الأنباء الإماراتية. وأكد الحليفان في لقائهما أن علاقات الدولتين تمنحهما «بعداً استراتيجياً في معالجة التحديات»، وأن «الشراكة القوية بين البلدين تمثل إضافة وركيزة رئيسية للأمن العربي المشترك».
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية السعودية «واس» فإن الجولة تقرّرت «بناءً على توجيه» من الملك سلمان، من دون تسمية الدول التي سيزورها ولي العهد. إلا أن مصدراً في الرئاسة التونسية أوضح أن ولي العهد السعودي سيصل إلى تونس الثلاثاء المقبل. وأوضح البيان الرسمي السعودي أن الجولة الخارجية تأتي «انطلاقاً من حرص مقامه الكريم (الملك) على تعزيز علاقات المملكة إقليمياً ودولياً، واستمراراً للتعاون والتواصل مع الدول الشقيقة في المجالات كافة».

«ابن سلمان يأمر بإسكات خاشقجي»
وبعد أيام قليلة من بيان البيت الأبيض الذي جاء مؤيداً للرياض، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه «بطريقة ما يقول ترامب: سأغض النظر» بشأن جريمة قتل جمال خاشقجي، لافتاً إلى دعم ترامب المتواصل للسعودية التي التزمت بعقود بمليارات الدولارات من الأسلحة الأميركية.
في هذا الوقت، قالت صحيفة «حرييت» التركية يوم أمس، إن مديرة وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، جينا هاسبل، لمحت لمسؤولين أتراك الشهر الماضي بأن الوكالة لديها تسجيل لمكالمة أصدر فيها ولي العهد السعودي تعليمات «لإسكات» خاشقجي.
وكتب الصحافي عبد القادر سلفي عموداً في «حرييت» قال فيه «هناك حديث عن تسجيل آخر»، مضيفاً أن المكالمة المزعومة تمت بين الأمير محمد بن سلمان وشقيقه سفير السعودية في واشنطن.
وكتب قائلاً: «يقال إن مديرة وكالة المخابرات المركزية الأميركية جينا هاسبل لمحت إلى ذلك خلال زيارتها لتركيا»، مضيفاً أنهم ناقشوا قضية خاشقجي الذي كان ينتقد ابن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة.
وأردف «يقال إن ولي العهد أصدر أوامر بإسكات جمال خاشقجي بأسرع وقت ممكن» في مكالمة رصدتها الوكالة الأميركية.

فرنسا تفرض عقوبات على 18 سعودياً
من جهتها، أعلنت فرنسا يوم أمس، فرض عقوبات تشمل حظر سفر على 18 سعودياً على خلفية مقتل خاشقجي، وحذرت من أن العقوبات قد تشمل آخرين بناء على نتائج التحقيق.
ولم تعلن وزارة الخارجية أسماء هؤلاء الأشخاص، لكنها قالت في بيان إن هذه الخطوة تأتي بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين وبخاصة ألمانيا. وكانت برلين قد فرضت أيضاً يوم الاثنين حظر سفر على 18سعودياً وتحركت لوقف كل مبيعات السلاح للسعودية. وقالت إن حظر السفر يلزم كل الدول الأوروبية الأعضاء في منطقة شنغن التي يتحرك فيها المسافرون من دون جوازات سفر.
وقال بيان الخارجية الفرنسية «مقتل السيد خاشقجي جريمة شديدة الخطورة ارتكبت أيضاً بحق حرية الصحافة وضد حقوق أساسية». وأضاف البيان أن فرنسا تتوقع من السلطات السعودية رداً شفافاً ومفصلاً وشاملاً.
وتابع «هذه إجراءات مؤقتة قد يتم إعادة النظر فيها أو توسيع نطاقها اعتماداً على التطور في التحقيقات الجارية». رد الفعل الفرنسي جاء متحفظاً نسبياً في ظل حرصها على استمرار تأثيرها على الرياض وحماية العلاقات التجارية التي تشمل الطاقة والتمويل ومبيعات السلاح. كما قالت الوزارة إن فرنسا «تذكر بمعارضتها لعقوبة الإعدام في كل الأماكن وفي كافة الظروف».