أعلنت وكالة «ف.م.ب أويروكوم» للاتصالات والعلاقات العامة، أمس، أنها أنهت استشاراتها للقيادة السعودية، في قرار يأتي بعد ورود تقارير صحافية تتهمها بتلميع صورة السعودية في ألمانيا.الوكالة بررت قرارها بأنه جاء ردّاً على مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول. وقال رئيس الوكالة، ميشائيل إناكر، في مقابلة مع بوابة «ميديا» الألمانية الإلكترونية: «عقب هذه الجريمة المُفزعة، يتعيّن علينا اليوم أن نوضّح أن الرأي العام الألماني لم يعد يرى لنا دوراً كوسيط أو فرصاً لدعم قوى الإصلاح، وبالتالي لا يمكننا الاضطلاع بهذا الدور. وعلى خلفية ذلك ننهي تكليفنا».
إناكر نفى، في المقابلة، اتهامات بأن عمل وكالته أدى إلى تضليل الرأي العام في ألمانيا في ما يتعلق بالبلاط الملكي السعودي. وذكر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن «ف.م.ب أويروكوم» «كانت تقوم بدور وساطي»، استفاد منه الكثير من الصحافيين في إقامة اتصالات مع جهات حكومية في الرياض والمجتمع المدني السعودي.
رد الوكالة يأتي بعدما ذكرت صحيفة «فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ» الألمانية، في تقرير نُشر في وقتٍ سابق، أن «أويروكوم» تواصل عملها في ألمانيا لصالح السعودية حتى بعد مقتل خاشقجي، في مقابل حصولها على مبالغ سخية. كذلك، كشفت صحيفة «بيلد أم زونتاغ» أن الوكالة المذكورة تعمل منذ 2017 على تلميع صورة السعودية في وسائل الإعلام الألمانية، وأن سفير ألمانيا السابق لدى السعودية، ديتر وولتر هالر، يعمل مستشاراً لديها. الصحيفة استندت في تقريرها إلى وثيقة مكونة من 50 صفحة، تقول فيها الوكالة إن نفوذها يتجاوز وسائل الإعلام الألمانية وأن لديها اتصالات بديوان المستشارية والرئاسة الألمانية ووزارات أخرى، بالإضافة إلى اتحاد كرة القدم الألماني وشركات ألمانية كبرى.
وفي حين لم يأتِ ردّ رسمي ألماني على الوكالة، فإن وسائل الإعلام المذكورة في الوثيقة، تلك التي أصبحت في حوزة الصحيفة، نفت ما ورد فيها جملةً وتفصيلاً. وبين تلك الوسائل الإعلامية صحيفة «بيلد»، التي أكدت أن موقفها «غير قابل للتأثّر، والتغطية الإخبارية حول السعودية انتقادية باستمرار». وفي مثل هذا السياق جاء، أيضاً، ردود فعل صحف «زوددويتشه تسايتونغ»، «فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ»، «دي فيلت» و«هانديلسبلات».