منذ إدلائه بتصريحات جدلية حول نسبة السمنة في مصر قبل يومين، تصدّر الرئيس عبد الفتاح السيسي انتقادات وسخرية المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي. فبعدما تحدّث السيسي خلال افتتاح مجموعة مشاريع تنموية يوم السبت الماضي، عن ارتفاع نسبة البدانة بين المواطنين، عبّر المصريون على طريقتهم الخاصة عن امتعاضهم من وصول تصريحات السيسي الإشكالية إلى هذا المجال.
والنقد، كما يبدو، ليس بسبب التطرّق إلى هذه المشكلة التي تُظهر الدراسات الطبية في مصر أنّها ملحّة، ولكن مجيئها في سياق تكرار السيسي لمطالب التقشّف من المواطنين. فالبعض ربط دعوة السيسي المصريين إلى خفض أوزانهم، بتصريح سابق له عن الاكتفاء بوجبة واحدة في اليوم، معززاً دعوته آنذاك بقوله إنه أمضى عشر سنوات «ثلاجتي مفيهاش غير قزازة ميّة».



وقد عرض السيسي في حديثه يوم السبت عن الموضوع، نتائج المسح الطبي لمبادرة «100 مليون صحة».
وطالب مؤسسات الدولة بالعمل على حل مشكلة البدانة، مشيراً إلى أن أصحاب الأوزان الطبيعية يمثلون 25 في المئة من السكان، بينما تعاني البقية من زيادة الوزن.


وأكد السيسي أن الأرقام التي كشفت عنها مبادرة «100 مليون صحة»، وتم في مرحلتها الأولى إجراء الكشف الطبي على 17 مليون مواطن مصري من بين 100مليون تستهدفهم الحملة، وهم عدد سكان مصر، كانت كبيرة، مطالباً بضرورة عودة الرياضة إلى المدارس والجامعات وتدريس مادة التربية الرياضية وعودة حصة الألعاب لمواجهة التقزم والسمنة وضعف العضلات وزيادة الوزن.
وكانت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، قالت إنه تم إجراء مسح صحي لـ 17 مليون مواطن خلال المرحلة الأولى، والجزء الأول من المرحلة الثانية، وتبيّن أن 75% من المصريين يعانون من زيادة الوزن بدرجات مختلفة، منهم 35% وزنهم فوق الطبيعي، و33% يعانون من السمنة و6% يعانون من السمنة المفرطة.

وتوجه السيسي إلى أصحاب الأوزان الزائدة بالقول: «المعيار اللى انت عاوز تطّمن بيه على نفسك مش محتاج مسح... شوف وزنك زيادة قد إيه؟ أي إنسان رجل أو ست، يشوف بطنه قد إيه، وهيعرف على طول... دا كلام لازم نعلّمه للناس في المدارس والجامعة والكنائس والمساجد، إننا بنفقد صحتنا... ومش عشان التكلفة المالية... لا كل حاجة ممكن تتدبر إلا الصحة متدبرش».
وتابع السيسي: «حتى في الإعلام ضيوفنا في البرامج فى التلفزيون عاملين ازاي؟... كل واحد لازم يفتش أوي.. لما ادخل مكان ببص على حاجات متخطرش على بال وأقول إيه ده وإيه الناس دي... الناس دي مش واخدة بالها من نفسها ليه، إنت بتطلع السلم كدا؟ تقدر؟ أنا بتكلم على شباب مش ناس كبار فى السن».




عمرو أديب: خجلت من كرشي
بعد تصريحات السيسي، علّق الإعلامي عمرو أديب على الموضوع، معبّراً عن «خجله» من كونه المذيع الوحيد «اللي عنده كرش»، بحسب تعبيره.
وقال أديب: «شعرت أن الكلام يقصدني أنا به خاصة في الجزء المعني بالإعلام وظهور الكروش، بحثت حولي عن أي مذيع أو مقدم برامج بكرش لم أجد غيري!».
وأضاف: «كلكم تعلمون أنني خضعت لنظام غذائي وخسرت الكثير من وزني».
كلام أديب الذي يأتي في سياق تأييده الدائم للسيسي، استفز بعض المغردين الذين اعتبروا أن أديب يتقاضى مرتباً مرتفعاً يسمح له بممارسة ترف الأكل الصحي، ولكن هؤلاء نسوا أن هناك ناساً في مصر «يأكلون من الزبالة».