لا تزال الأوضاع في شرقي نهر الفرات تشهد تطورات سياسية دون تطورات ميدانية ملحوظة. وقبل ان يتوجه الوفد التركي رفيع المستوى، الى موسكو يوم السبت، في إطار «التنسيق بين الحلفاء»، تتوالى التصريحات التركية والروسية، تعليقا على القرار الأميركي المستجد، الذي ما زال يسيطر على المشهد شمالا.
أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أنّ القرارات التي اتخذتها أنقرة دفعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاتخاذ قرار سحب قوات بلاده من سوريا. وشدد جاويش أوغلو، في تصريح أدلى به، بخصوص تقييمه لقرار ترامب، على أن «تركيا كانت اللاعب الرئيسي في هذا القرار»، موضحاً أن هذه الخطوة تأتي «بفضل القرارات التي نتخذها». التصريح التركي، قابله تصريح روسي على لسان ممثل وزارة الخارجية الروسية، إيغور تساريكوف، الذي قال أن أسباب قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا والخطط المستقبلية للولايات المتحدة في المنطقة «ليست معروفة». وقال تساريكوف خلال الاجتماع الموسع المشترك لمقرات التنسيق بين وزارات روسيا وسوريا لعودة اللاجئين: «لقد أوضحنا مراراً أن الوجود الأميركي غير الشرعي في سوريا، يشكّل عقبة أمام التوصل إلى تسوية في هذا البلد». وأضاف المسؤول الروسي قائلا: «ما زلنا لا نعرف شيئا عن أسباب هذا القرار ومعاييره، والخطط المستقبلية للأميركيين. مازال يتعين علينا فهم هذه الخطوة».
وبينما تنقل تنسيقيات المسلحين عن نائبة مسؤول «المجلس التنفيذي»، لـ«الإدارة الذاتية الكردية»، إليزابيث كورية، قولها يوم أمس، إنّ «المجلس» أجرى لقاءات عدة مع الحكومة السورية وروسيا إضافة إلى فرنسا ودول غربية لمساندتهم في مواجهة التهديدات التركية. وأضافت كورية بحسب التنسيقيات، أن «الحوار مع الحكومة السورية منذ اليوم الأول لم يتوقف، ومن واجب الحكومة السورية الحفاظ على سيادة سوريا، كذلك نحن أبناء سوريا يجب علينا التكاتف لحماية حدودنا». كما أفادت كورية أننا «نحن الآن بصدد محاربة الإرهاب وتركيا، بهذا الشكل لن نصل (..) الحل بتصوري منذ اليوم الأول هو الحل السوري ــ السوري وليس من خلال جهات خارج سوريا». وفي المقابل، شدد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، عمر جليك، على ضرورة أن تكون فرنسا في تنسيق مع تركيا، فيما لو كانت تريد أن تساهم في تحقيق مستقبل آمن لسوريا، وذلك رداً على سؤال حول إعراب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن «أسفه» لقرار الولايات المتحدة بالانسحاب من سوريا، وأن باريس تدعم «قوات سوريا الديمقراطية». وقال خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر حزب العدالة والتنمية، الحاكم، في العاصمة أنقرة، إنه «لا يليق ببلد حليف أن يقدم الدعم لقسد، التي تعتبر عدوة لتركيا، وأنه لا داعي لتكرار أخطاء دول أخرى في وقت سابق». وأضاف جليك مخاطباً ماكرون: «يجب أن تكونوا في تنسيق مع حليفتكم تركيا التي لها أطول حدود مع سوريا، وهذا سيكون الموقف الأنسب لصالح تركيا وسوريا وفرنسا».
وفي مقابلة أجراها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، مع وكالة «بلومبرغ» الأميركية، أعرب عن استعداد روسيا للتوسط بين دمشق والأكراد شمالي سوريا، من «أجل عودة القوات السورية إلى تلك المناطق، وانسحاب القوات التركية منها».
أولى الرحلات الجوية من دمشق الى تونس
انطلقت صباح اليوم أولى رحلات شركة «أجنحة الشام» من مطار دمشق الدولي إلى مطار الحبيب بورقيبة بالمنستير في تونس وعلى متنها 150 مسافراً ووصلت إلى وجهتها المحدّدة قرابة الساعة الواحدة ظهراً.
مدير التطوير في الشركة أسامة ساطع بين أن الرحلة بداية لرحلات منتظمة ومجدولة وهي تندرج ضمن خطة الشركة في التوسع بشبكة محطاتها حول العالم، لافتاً إلى أن تونس من المحطات المهمة لنقل المسافرين السوريين إلى دول أوروبا وسيتم لاحقاً الاتفاق على جدول الرحلات ومواعيدها وفق دراسة ممنهجة وعدد الركاب المحتمل نقلهم.