في خطوة غير مسبوقة على صعيد العلاقات الخليجية، استدعت وزارة الخارجية الإماراتية سفير قطر فارس النعيمي، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على خلفية «تطاول المدعو يوسف القرضاوي على دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال منبر أحد مساجدها، وعبر التلفزيون الرسمي لقطر».
وبعد ساعات على استدعاء السفير القطري في الإمارات، تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالاً هاتفياً من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
واكتفت وكالة الأنباء القطرية الرسمية بالقول إنه جرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي هذه الخطوة إثر فشل المحاولات الإماراتية الحثيثة عبر اتصالات مكثفة على أعلى المستويات من أجل دفع قطر إلى رفض استخدام منابرها الدينية والإعلامية لـ«الإساءة إلى الأشقاء»، حيث اكتفت خارجية قطر بإعلان أن القرضاوي لا يمثلها، وهو ما أثار استياء الإمارات. ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عن أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية «انتظرنا من جارتنا أن تعبر عن رفض واضح لمثل هذا التطاول، وأن تقدم التوضيحات الكافية والضمانات لعدم وقوع مثل هذا التشويه والتحريض من جديد، لكننا للأسف... لم نجد الرغبة والاستجابة». وأضاف «سعينا طيلة الأيام الماضية إلى احتواء المسألة من خلال الاتصالات المستمرة الرفيعة المستوى بين البلدين، لكن هذه الاتصالات لم تؤدّ إلا إلى تصريح رسمي لم يشر إلى موقف حاسم يرفض خطاب القرضاوي».
وكان وزير الخارجية القطري خالد العطية قد أعلن الأحد أن القرضاوي «لا يمثل السياسة الخارجية لقطر»، مشيراً إلى «علاقة خاصة بين البلدين، وأن أمن دولة الامارات من أمن دولة قطر». وشدد العطية على أن «سياسة دولة قطر الخارجية تؤخذ فقط من القنوات الرسمية للدولة».
لكن المسؤول الإماراتي أوضح أن بلاده وجدت نفسها «مجبرة على اتخاذ هذه الخطوة غير المسبوقة في علاقاتنا الخليجية، في ظل عدم رفض الإخوة في قطر أن تستخدم منابرهم الدينية والإعلامية للإساءة إلى الجار والشقيق».
وأعرب قرقاش «عن بالغ استياء حكومة وشعب دولة الإمارات مما تلفظ به القرضاوي بحق الإمارات، وعبر التلفزيون الرسمي لدولة جارة وشقيقة».
وكان القرضاوي قد قال في خطبة الجمعة الماضية في الدوحة إن «الإمارات تقف ضد أي حكم إسلامي، وتسجن المتعاطفين معه». وأثارت تصريحات القرضاوي استياءً واسعاً في الإمارات، مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي يوجه فيها انتقادات إلى هذا البلد. وفي أعقاب خطبته، شن مسؤولون ووسائل إعلام إماراتية هجوماً حاداً على القرضاوي.
وقال قرقاش، في تغريدة على موقع «تويتر»: «من المعيب أن نترك القرضاوي يستمر في إساءته إلى الإمارات وإلى الروابط والعلاقات في الخليج العربي».
كذلك وجه ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، عبر صفحته على «تويتر»، انتقادات شديدة اللهجة إلى القرضاوي.
(أ ف ب، الأناضول)