بعدما زار أخيراً عدداً من دول الجوار العراقي، يحطّ رئيس الجمهورية، برهم صالح، رحاله اليوم في العاصمة التركية أنقرة، في زيارة تمتدّ ليوم واحد، ويلتقي خلالها نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، لبحث ملفات عدّة. وأشار وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، أمس، في مؤتمر صحافي، إلى أن «هذه الزيارة هي الأولى لصالح إلى تركيا منذ انتخابه رئيساً للعراق»، مضيفاً «(أننا) نتوقع من اجتماعاتنا غداً (اليوم) أن تكون مهمة، نطرح فيها القضايا الأمنية، والقضايا المتعلقة بالحدود (بين العراق وتركيا)، وملف سوريا، فضلاً عن القضايا المتعلّقة بالاستثمارات والعلاقات الثنائية».ولفتت الرئاسة العراقية، من جهتها، في بيان، إلى أن «صالح سيجري مباحثات رسمية مع نظيره التركي وكبار المسؤولين الأتراك، لمناقشة سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية في المجالات المختلفة». وقال المتحدث باسم الرئاسة، لقمان الفيلي، إن «الرئيسين سيبحثان الملفات ذات الاهتمام المشترك، والتي تخص الساحتين الإقليمية والدولية، وتوحيد الرؤى والأفكار بشأنها»، متابعاً أن «الزيارة تأتي استكمالاً للزيارات التي قام بها سابقاً لعدد من الدول العربية والإقليمية في سياق سياسة العراق الجديدة، المتمثلة بالانفتاح على محيطه العربي والإقليمي، وجهوده لتعزيز دور العراق ومكانته بين الدول الشقيقة والصديقة».
وسبق لصالح أن زار، منذ انتخابه رئيساً في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كلّاً من الكويت والإمارات والأردن وإيران والسعودية، في وقت يدور فيه حديث عن احتمال أن تكون العاصمة السورية دمشق المحطة التالية على جدول زياراته. في هذا الإطار، تنفي مصادر الرئيس العراقي «أي حديث عن ترتيب تلك الزيارة في الوقت الراهن»، لكنها تؤكد أنه «ما من مانع لزيارة دمشق، والتنسيق مع القيادة هناك جارٍ في أكثر من ملف واستحقاق».
وبالعودة إلى زيارته تركيا، فسيبحث صالح مع أردوغان، بحسب المصادر، تداعيات الانسحاب الأميركي من سوريا، وكيفية ملء الفراغ الذي سيخلّفه، إضافة إلى بحث ملفات ذات «طابع أمني مشترك»، كمحاربة «داعش» و«حزب العمال الكردستاني». وفي ما يتصل بالمسألة الكردية تحديداً، تتحدث المصادر عن أن أنقرة عدّلت «في أسلوب تعاطيها مع المكوّن الكردي»، خاصة بعد تبوّء صالح منصب الرئاسة. وتضيف المصادر أن أنقرة تريد تحقيق توازن في علاقاتها بالأكراد، بين أربيل (مقرّ «الحزب الديموقراطي الكردستاني») من جهة، والسليمانية (مقرّ «الاتحاد الوطني الكردستاني») من جهة ثانية، لأسباب عدّة أبرزها إصرار زعيم «الديموقراطي» مسعود البرزاني، على إجراء «استفتاء الانفصال» في أيلول/ سبتمبر 2017. وفي ملف آخر، ستكون أزمة المياه بنداً حاضراً أيضاً في النقاشات الثنائية، في ظلّ مضي أنقرة في بناء سد أليسو على نهر دجلة، مع ما قد يسببه ذلك من مشكلة للعراق، الذي يواجه أصلاً شحّاً في المياه، وتتعرض حكومته برئاسة عادل عبد المهدي لضغوط شعبية متواصلة على هذا الصعيد. ويوم أمس، استقبل عبد المهدي، صالح، وبحث معه «طبيعة وأهداف الزيارة، وأهمية استكمال التشكيلة الوزارية». وقالت رئاسة الجمهورية، في بيان، إن «الجانبين استعرضا البرنامج الحكومي الذي تم الاتفاق عليه بين الكتل السياسية، وضرورة دعمه وإنجاحه، كما أكّدا على أهمية استكمال التشكيلة الوزارية». وفي سياقٍ منفصل، أعلن محافظ البصرة، أسعد العيداني، أنه «سيتنازل عن عضويته في البرلمان ويستمرّ بعمله كمحافظ للبصرة... من أجل خدمة أبناء المدينة». وتأتي خطوة العيداني نتيجة التجاذبات الحادة بين القوى السياسية وتنافسها على الظفر بمنصب المحافظ؛ إذ يسعى «تيار الحكمة» بزعامة عمار الحكيم، إلى أن يكون المنصب من حصته، إلا أن استمرار العيداني المنتمي إلى «المؤتمر الوطني العام» برئاسة آراس حبيب في منصبه يُعدّ بمثابة ضربة لـ«الحكمة» الذي يرى أن البصرة «يجب أن تكون من حصته»، لما في المحافظة من قدرات مالية يُستطاع من خلالها «تمويل التيار».