على رغم أنها كانت سنة «صعبة» على السلطة الفلسطينية جراء الإجراءات الأميركية الأخيرة، فإن رئيس السلطة محمود عباس، الذي تخوفت أوساط كثيرة حوله من تكرار «سيناريو المقاطعة» معه، لم يرتح في مقره في رام الله كثيراً.ففي السنة التي كانت شاهدة على شرائه طائرة رئاسية جديدة (راجع العدد 3387 في 2018/2/3)، أمضى الرجل نحو 109 أيام خارج البلاد متنقلاً في زيارات خارجية، وفق تقرير نشرته أمس صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية. جاء في التقرير أن عباس (83 عاماً) بقي في الخارج هذه المدة «على رغم أنه كان عاماً مهماً للغاية بسبب الصراع مع (حركة) حماس وتدهور صحته». وفي هذا الأيام التي تمثل ثلث العام تقريباً، زار «أبو مازن» 17 دولة منها دول أوروبية وأخرى في أميركا الشمالية والجنوبية وآسيا وأفريقيا، لكنه زار بعض الدول مرتين مثل الولايات المتحدة وروسيا. وأكثر الدول زيارة كانت الأردن بواقع ست مرّات، فضلاً على مروره الإجباري بالمملكة للوصول إلى المطار.
وأوضح التقرير، الذي جاء بعنوان «أبو مازن، الرحالة الفلسطيني»، أن تدهور صحة رئيس السلطة ودخوله المستشفى في مايو/ أيار الماضي لم يمنعه من مواصلة الطيران بعد شفائه بل زيارة 10 بلدان مختلفة حتى نهاية 2018. كذلك، قالت «يديعوت» إن هذه المعطيات لافتة ليس لأن عباس أكثر زعماء العالم سفراً حول العالم خلال 2018، بل بالنظر إلى الوضع الاقتصادي المتدهور للسلطة التي تعاني من عجز حاد وانخفاض في مدخولاتها. وختم التقرير بالقول: «عباس لم يزر المدن الفلسطينية منذ وقت طويل، لكن الظاهر أنه يحب جداً زيارة عواصم العالم».