في غمرة الانتقادات الداخلية للسياسة الخارجية الأميركية في سوريا، رفض رئيس الدبلوماسية الأميركية الاعتراف بالفشل، في وقت أشار فيه مسؤول إيراني كبير إلى حدوث تغييرات ملموسة في السياسة التركية حيال الأزمة السورية. وأقرّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بأنّ النظام السوري يسجّل نقاطاً في النزاع الدائر، ولكنه دافع في المقابل عن الاستراتيجية التي تتبعها واشنطن لحل هذا النزاع، وقال في مقابلة مع شبكة «سي ان ان»: «هذا صحيح، نعم، (الرئيس السوري بشار) الأسد حسّن موقعه بعض الشيء. ولكنه لا يربح دوماً. هذا مأزق».

ورداً على سؤال عن احتمال «فشل» الاستراتيجية الأميركية في سوريا، أجاب كيري: «كلا».
وأضاف أن «السياسة في سوريا صعبة للغاية (...) لا أريد بأيّ طريقة من الطرق إيجاد أعذار (ولكننا) نريد لهذا الأمر أن يتقدم بسرعة أكبر، وأن نقوم به بنحو أفضل».
في موازاة ذلك، لفت رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، إلى أنّه «خلال الأشهر المقبلة سيزور الرئيس حسن روحاني، تركيا كعنوان من أجل التغيير الذي سنشعر به في السياسة التركية»، مشيراً إلى أنّ «هناك إشارات ميدانية نسبة إلى سياسات تركيا في سوريا»، مشيراً إلى أن «نار الإرهاب قد تصل إلى أطراف المنطقة كافة».
وأعلن، في حديث لقناة «الميادين»، أن «استمرار حكم الرئيس السوري بشار الأسد يجب ربطه بالانتخابات الرئاسية المقبلة»، مشيراً إلى أنّ «الأميركيين سيضطرون إلى الاستسلام للوقائع والحقائق الموجودة على الأرض». وأوضح أنّ «على أميركا الديموقراطية أن تدع الشعب السوري يقرر الرئيس السوري المقبل»، مؤكداً أن «سياستنا بالنسبة إلى سوريا واضحة وثابتة ولا تتغير والدفاع عنها يعني الدفاع عن المقاومة».
من جهة أخرى، رأى في «دخول حزب الله سوريا حركة دفاعية ضد هجوم مبرمج من مسلحين يمتد خطرهم من سوريا إلى العراق».
بالمقابل، رأى رئيس «الائتلاف» السوري، أحمد الجربا، أنّ «حزب الله اتخذ قرار الذهاب إلى سوريا بأمر إيراني»، لافتاً إلى أنّ «الوضع في دمشق كان باتجاه الحسم لكن دخول حزب الله جعل الأمور تميل خاصة في حمص والقصير وريف دمشق».
وأشار، في مقابلة مع تلفزيون «المستقبل»، إلى أنّ «40 ألف مقاتل من خارج سوريا يقاتلون إلى جانب النظام».
في سياق آخر، قال مصدر مسؤول في «الائتلاف»، إن أحمد الجربا يعتزم خلال زيارته للقاهرة التي بدأها، أمس، لقاء المنسق العام في «هيئة التنسيق» المعارضة حسن عبد العظيم، وذلك من أجل بحث انضمامهم إلى وفد المعارضة المشارك في الجولة الثانية من مفاوضات «جنيف 2»، والمقرر أن تنطلق في 10 شباط الجاري.
وأوضح المصدر أنّ من المخطط له، أيضاً، أن يلتقي الجربا وزير الخارجية المصري نبيل فهمي والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
ذكرت المصادر الأمنية في مطار القاهرة الدولي أن الجربا وصل إلى القاهرة، أمس، على متن طائرة خاصة آتية من لبنان للقاء عدد من المسؤولين في الجامعة العربية ومصر، ومناقشة تطورات الأوضاع بشأن الأزمة السورية.
«الكيميائي» في مجلس الأمن
من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه قلق لتأخر سوريا في تسليم وتدمير ترسانتها من الأسلحة الكيميائية السورية عن الجدول الزمني، مشيراً إلى أنّ لندن تعتزم الضغط على دمشق لإعادة البرنامج إلى مساره. وقال مصدر دبلوماسي إنّ لندن ستثير مخاوفها في اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم.
كذلك طالب «الائتلاف» المعارض، مجلس الأمن بفرض تدابير تحت الفصل السابع في ما يتعلق بالسلاح الكيميائي السوري «بعدما أثبت النظام السوري مجدداً عدم نيته الوفاء بالتزاماته الدولية».
يأتي ذلك بعد عدم تمكّن سوريا من الوفاء بالموعد المحدد (أمس الأربعاء) كمهلة لتسليم المواد السامة التي أبلغت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بوجودها لديها، ما يؤخر تنفيذ برنامج التخلص من أسلحتها أسابيع عدة، ويهدد بعدم الوفاء بالمهلة النهائية في 30 حزيران.
بدوره، تحدث نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، عن «صعوبات» تواجهها بلاده «في إطار مكافحتها للإرهاب قد تحول دون تنفيذ» بعض التزاماتها في عملية نقل وتسليم أسلحتها الكيميائية، مجدداً، في الوقت نفسه، المضي من أجل «التنفيذ التام» لهذه الالتزامات.
وأضاف: «على الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية المسلحة أن تعي أنها تقوم بجرائم ضد الإنسانية»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن التساهل على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بنقل الأسلحة الكيميائية من سوريا إلى خارجها».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)