بعد أيام على نشر تقارير في صحف ومواقع عبرية مختلفة عن 700 جريح سوري عولجوا في المستشفيات الإسرائيلية، أكدت تل أبيب الرقم رسمياً في تقرير على الموقع الرسمي للناطق باسم جيشها. وكشف الموقع أنّ عدد الجرحى السوريين الذين تلقوا العلاج في المستشفيات الإسرائيلية تجاوز الـ700 خلال عام واحد فقط. وتحت عنوان «نظرة من الداخل على المستشفيات التي تنقذ حياة السوريين»، أشار التقرير إلى أنّه رغم حالة الحرب الرسمية المعلنة بين الجانبين، إلا أنّ «القيم والمفاهيم اليهودية(!)» تسيطر على أداء الجيش تجاه الجرحى السوريين.

وبحسب ضابط الطبابة الرئيسي في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، بدر طريف، أقامت إسرائيل مستشفى ميدانياً لمعالجة «المواطنين السوريين» قرب الحدود، وهم يتلقون علاجهم من قبل الأشخاص أنفسهم الذين يعالجون جنود الجيش في الجولان، أي «لا تمييز بين سوري جريح وآخر إسرائيلي».
وتحدث الضابط عن «المعونة الطبية الإسرائيلية»، التي بدأت في 16 شباط 2013، بعدما اقترب سبعة سوريين أصيبوا في المواجهات بين الجيش السوري والمعارضة، بهدف تلقّي العلاج الطبي الطارئ، وقد استقبلهم المستشفى الميداني الموجود في المكان، وعولجوا فيه. وبحسب تعبيره «كانت البداية واندفاع الجنود لتقديم المساعدة الطبية منقطعة النظير إلى المواطنين السوريين الموجودين في ضائقة». وأشار إلى أنّ «الحدود الإسرائيلية السورية أصبحت في الآونة الأخيرة بمثابة مركز للتوتر، في ضوء الثورة السورية المتواصلة على نظام الرئيس بشار الأسد». وأضاف أنّه «بعد أن فهمنا أنّ بمقدورنا استقبال أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين، قررنا بناء مستشفى ميداني لنوفّر العلاج الطبي للمصابين، وبصورة فورية؛ إذ إن الإصابات كانت بالغة للغاية». وأكد الضابط أنه «لم يكن هناك أي حادث رُفض فيه تقديم العلاج الطبي» لهؤلاء، لافتاً إلى أن «المنشأة الطبية على الحدود تواصل توفير الخدمات في كافة المجالات والتخصصات. وتجري هذه العمليات بانتظام، وتقوم الممرضات والجنود بمد يد العون للأطباء. أما الحالات التي تستدعي إجراء عمليات خطرة، فيصار إلى التعاون بين الهيئة الطبية للجيش والخدمات الطبية الخاصة بالمدنيين الإسرائيليين».
وتحدث التقرير عن «التضحيات والأخطار التي يواجهها» المستشفى الميداني والعاملون فيه؛ إذ إنّ «قربه من الحدود، يجعله هدفاً محتملاً للسوريين الذي يتطلعون إلى استغلال الصراع في سوريا، لمهاجمة إسرائيل».
وعن العلاقة الناشئة مع المصابين والجرحى السوريين بعد تلقيهم العلاج، أضاف تقرير الضابط الإسرائيلي أنّ «العلاقة تتعزز بسرعة؛ إذ إن الشعب السوري بات يثق بنا الآن». وأشار إلى أنّه «في الشهر الأول أو نحو ذلك، كانوا مترددين قليلاً في القدوم إلى إسرائيل، إلا أن المسألة لم تعد كبيرة بالنسبة إليهم، بعد هذه المدة».
الرعاية الإسرائيلية تلاحق المصابين السوريين، حتى بعد انتهاء علاجهم في المستشفيات الإسرائيلية. وبحسب التقرير، تحرص المعالجة الطبية على عدم إبقاء أي دليل على وجودهم في إسرائيل؛ إذ إن ذلك قد يعرض حياتهم للخطر، وبالتالي يعمل على إزالة أي إشارة تفيد بأن الجريح قد تلقى الرعاية الطبية في إسرائيل.