وتساعد عبد المالك سلال، في مهمته لإدارة حملة بوتفليقة، مجموعة من الوزراء السابقين والشخصيات التي تنشط في أحزاب الموالاة، من بينهم وزير النقل السابق عمار تو، ووزير التعليم العالي رشيد حراوبية، إضافة إلى الأمين العام لحزب «الحركة الشعبية الجزائرية»، وزير التجارة السابق عمارة بن يونس. كما ينتظر أن ينشّط قادة أحزاب الموالاة تجمّعات في كلّ ولايات الجزائر دعماً للرئيس بوتفليقة، وعلى رأسهم الوزير الأول الحالي أحمد أويحيى. والمثير في أمر ترشّح بوتفليقة أنه سيكون غائباً تماماً عن الحملة الانتخابية التي سيقودها بدلاً منه أنصاره، وذلك للمرة الثانية بعد انتخابات عام 2014، التي لم يظهر فيها كذلك. وتعليقاً على هذه النقطة، رأى أويحيى أن الرئيس ليس محتاجاً إلى تنشيط تجمّعات في الحملة الانتخابية، لأن «إنجازاته هي التي تشهد له».
سيكون بوتفليقة غائباً تماماً عن الحملة الانتخابية التي سيقودها أنصاره
يثير هذا الوضع حنق المعارضة، التي ندّد عدد من رموزها بما اعتبروه الترشح غير القانوني للرئيس بوتفليقة، بسبب وضعه الصحي الذي لا يؤهله لذلك. واستغرب بعضهم تصريحات الوزير الأول الذي يعترف بعدم قدرة الرئيس على تنشيط حملته الانتخابية، ويقول في المقابل إن صحته تسمح له بتسيير شؤون البلاد. ويعاني بوتفليقة من آثار الجلطة الدماغية التي أصابته في 27 نيسان/ أبريل 2013، وأفقدته القدرة على الحركة والكلام، لكن ذلك لم يمنعه من الترشّح في رئاسيات عام 2014 والفوز. وتحاجج المعارضة بأن الرئيس لا يؤدي مهماته الدستورية لأنه لا يخاطب الشعب مباشرة كما ينص على ذلك الدستور، ولا يمثل الجزائر في الخارج، ولا يشرف على اعتماد السفراء، لكن أنصاره يرفضون هذه المبررات، ويعتبرون أن مؤسسات الدولة تسير بشكل طبيعي، على رغم اعترافهم بأن أداء الرئيس لم يعد كما كان في السابق بسبب وضعه الصحي.
وللتأكيد على التمسك بالرئيس، ينظّم حزب «جبهة التحرير الوطني» (صاحب الأغلبية البرلمانية) تجمّعاً حاشداً اليوم، دعا إليه أكثر من 15 ألف شخص لإطلاق الولاية الخامسة لبوتفليقة. وسيكون في مقدمة هذا التجمع الشخصيات الموالية للرئيس، وكلّ الأمناء العامين السابقين لحزب «جبهة التحرير»، والذين يتناسون كلّ الخلافات الطاحنة بينهم عندما يتعلق الأمر ببقاء الرئيس.