تجددت الاشتباكات في وقت متأخر أول من أمس، بين الحوثيين وقبائل أرحب، في محافظة صنعاء، شمال اليمن، بعد ساعات من بدء لجنة وساطة رئاسية تنفيذ اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار، وتسليم النقاط والمواقع المسلحة التابعة للطرفين للجنة، تمهيداً لتسليمها للجيش.
وقال المتحدث باسم قبائل أرحب، محمد مبخوت العرشاني، لوكالة «الأناضول»، إن «الاشتباكات تجددت في وقت متأخر من مساء الأربعاء، بعد اختراق مسلحي الحوثي للاتفاق، إثر هجومهم على عدة مواقع في مديرية أرحب، منها جبلا الشبكة، وغران».
وأشار إلى أن «مسلحي القبائل ردوا على هجوم الحوثيين»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن اشتباكات متقطعة كانت لا تزال مستمرة أمس بين الجانبين.
وكان الطرفان قد وافقا، أول من أمس، على اتفاق رعته لجنة وساطة رئاسية، يقضي بوقف إطلاق النار، وإنهاء النقاط المستحدثة من قبل الجانبين.
وبدأت اللجنة بتسلم بعض النقاط من طرفي النزاع، تمهيداً لتسليمها لعناصر من الجيش اليمني.
من جهتها، دانت واشنطن أعمال العنف والمواجهات المسلحة، التي شهدتها بعض مناطق شمال اليمن أخيراً، داعيةً إلى «وقف أعمال التأجيج المذهبي والتحريض على العنف» هناك.
وفي المؤتمر الصحافي اليومي في واشنطن، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، جين بساكي، «دعم الولايات المتحدة لجهود المفاوضات الرامية لوقف إطلاق النار بصورة دائمة»، لافتة إلى أهمية مضاعفة الجهود في هذا الشأن «لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار» في اليمن.
ودعت بساكي كافة الأطراف في اليمن إلى «وقف أعمال التأجيج المذهبي، والتحريض على العنف، في هذه اللحظة الحرجة من المرحلة الانتقالية السياسية اليمنية، والعمل بروح توافقيه للمضي صوب الاستقرار والازدهار والأمن في الوقت الراهن».
في الوقت نفسه، تظاهر المئات أمس في صنعاء للمطالبة بوضع حد لعمليات بيع الغاز اليمني لمجموعة شركات تقودها مجموعة توتال الفرنسية، اذ رأوا ان شروط الاتفاقيات مجحفة بحق اليمن. وهتف المتظاهرون ضد «الفساد» المفترض في هذه الصفقات، مطالبين الرئيس عبد ربه منصور هادي، بالغاء الاتفاقية المتعلقة بالغاز الطبيعي المسال، الذي يُعدّ أهم مشروع استراتيجي لليمن.
وردد المتظاهرون «يا هادي أكبر إنجاز إلغاء اتفاق الغاز.. البرميل باثنين دولار فوق العشرة هي الأسعار.. أغضب من أجل الأجيال واسترجع الغاز المسال من فساد شركة توتال».
وجاء في بيان وزعه المتظاهرون الذين نفّذوا وقفة احتجاجية أمام منزل الرئيس عبده ربه منصور هادي أنه «نظراً لما تخلل تلك الاتفاقيات والعقود من عمولات ورشى وعمليات فساد كبرى أفضت إلى بيع الغاز اليمني المسال بسعر أقل من 10% من قيمته العالمية، ولا يصل اليمن من هذه القيمة المتدنية سوى 21%، فيما استحوذت توتال وشركاؤها الذين أدوا دور البائع والمشتري على 79%».
بدورها قالت الناشطة اليمنية توكل كرمان، الحائزة جائزة نوبل للسلام، التي شاركت في التظاهرة «سنستكمل الثورة الشبابية الشعبية السلمية من اجل تحقيق الهدف الثاني، وهو إسقاط المحسوبية والفساد».
(الأناضول، أ ف ب)