جلسة ثانية يعقدها البرلمان العراقي اليوم، في فصله التشريعي الثاني، يغيب عنها مجدداً أكثر الاستحقاقات سخونة: استكمال التصويت على الكابينة الوزارية أولاً، ومناقشة مشروع القانون المُقدّم من كتلتَي «سائرون» و«الفتح»، والداعي إلى إخراج القوات الأجنبية من البلاد، ثانياً. «الدائرة الإعلامية البرلمانية» أشارت إلى أن جدول أعمال الجلسة الثانية يتضمن قراءات أولية لعدد من المشاريع القانونية، في وقت تسود فيه توقعات بأن «قوانين كثيرة ستُمرَّر خلال الفصل التشريعي الجاري، من خلال التصويت على الكثير من مشاريع القوانين المهمة... بعضها مؤجّلٌ منذ الدورات البرلمانية السابقة»، كما يقول النائب عن «سائرون» علاء الربيعي.من جهته، تعهّد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، خلال الجلسة الأولى التي عقدت السبت الماضي، بإطلاق حملة واسعة ضد الفساد، تستند إلى التعاون بين السلطات الثلاث (التشريعية، والتنفيذية، والقضائية)، عبر «المجلس الأعلى لمكافحة الفساد»، منوّهاً ببدء حكومته بـ«تنفيذ الخطط الكفيلة باسترداد الأموال المنهوبة في الخارج». ودعا خلال كلمته إلى «تفعيل المجلس الأعلى لمكافحة الفساد»، متحدثاً عن وجود أكثر من 40 عنواناً ضمن «خارطة الفساد»، أبرزها: تهريب النفط، والعقارات، والمنافذ الحدودية، والجمارك، والمكاتب الاقتصادية في المؤسسات والمحافظات والوزارات، والتهرب الضريبي، والأتاوات، والمخدرات...
يحلّ الرئيس الإيراني ضيفاً على المرجع علي السيستاني في النجف


في غضون ذلك، يصل اليوم الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، وفق ما أعلنه رئيس «المكتب الإعلامي» في الرئاسة الإيرانية برويز إسماعيلي، الذي أشار إلى أن «روحاني سيجري محادثات ثنائية مع رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس الحكومة عادل عبد المهدي، بشأن العلاقات الثنائية، والتعاون الإقليمي بين إيران والعراق»، مضيفاً أن «وفدَي البلدين سيبحثان آخر الأوضاع بشأن الاتفاقات والتعاون، فضلاً عن الفرص الجديدة لتنمية العلاقات وترسيخها بين البلدين». وتطرّق إسماعيلي إلى برنامج روحاني، والذي يتضمّن لقاءً مع رئيس البرلمان وأعضائه، والمشاركة في الملتقى التجاري بمشاركة القطاعات الحكومية والخاصة في البلدين، واللقاء بكبار المسؤولين العراقيين وعدد من النخب السياسية والاجتماعية، فضلاً عن اللقاء مع المرجع الديني آية الله علي السيستاني، في مدينة النجف».
وفي سياق رسم ملامح الزيارة المرتقبة، شدّد برهم صالح على أهمية زيارة روحاني، آملاً أن «تكون محطة مهمة لتعمیق العلاقات، بما في ذلك الأمور الاقتصادیة والأمنية والسياسية». وفي تصريحه أمام مجموعة من الصحافيين العاملين في وسائل إعلام إيرانية، قال إن «العراق لن يكون جزءاً من منظومة الحظر الأميركي الأحادي الجانب ضدّ إيران»، مشدّداً على أن العراق «سيبذل قصارى جهده لخفض الأضرار التي يلحقها الحظر بالشعب الإيراني». واعتبر صالح أن «المنطقة بحاجة إلى منظومة اقتصادية وسياسية وأمنية جديدة»، معتبراً أن هذه المنظومة «لن تتبلور من دون إيران، كما أن مكانة تركيا ودول المنطقة الأخرى مهمة جدّاً في هذه المنظومة، وأن مكانة العراق المركزية تستوجب أن يكون في قلب هذا المحور».
وتمهيداً للزيارة، وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مساء السبت، إلى بغداد، حيث شكر الحكومة العراقية على «عدم التزامها» بالعقوبات الأميركية ضدّ طهران، قائلاً خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي محمد علي الحكيم، إن «البلدين داعمان لأمن المنطقة، ونحن سعداء لوجود تقارب شديد بيننا»، في حين أشار الحكيم إلى أن المباحثات ناقشت «ملفات زراعية وصناعية وصحية، إضافة إلى مسألة منح التأشيرات في أيام الزيارات».