لا تزال الصدمة تخيّم على الأوساط الأمنية والإعلامية الإسرائيلية، وذلك بعد مرور 24 ساعة على تنفيذ عملية سلفيت، بالقرب من مستوطنة «أريئيل»، شمالي الضفة الغربية المحتلة.إذ ارتفع عدد قتلى العملية إلى اثنين، وذلك بعد إعلان مستشفى «بيلنسون» في بيتح تكفا، صباح أمس، وفاة مستوطن متأثراً بالجروح التي أصيب بها. وقالت وسائل إعلام العدو إن القتيل هو الحاخام أحيعاد إيتنغر (47 عاماً)، لافتة إلى أنه عاش في مستوطنة «عيلي» في الضفة الغربية المحتلة، وشغل منصب رئيس المدرسة الدينية، «عوز وأموناه»، في جنوب تل أبيب.
التخبط الذي تعيشه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية انعكس على وسائل إعلام العدو، إذ تناقلت مواقع وصحف إسرائيلية خبر محاصرة الشاب عمر أبو ليلى (19 عاماً) واغتياله، الذي يتهمه العدو بتنفيذ عملية الطعن وإطلاق النار قرب مستوطنة «أريئيل»، التي أدت إلى مقتل الجندي غال كايدان، وهو ما تبين أنه غير صحيح ونُفي لاحقاً.
وكانت قوة من جيش الاحتلال قد دهمت منزل عائلة أبو ليلى، الليلة الماضية، واعتقلت والده وشقيقه. كذلك، فرض العدو إغلاقاً على قرى الزاوية وبورقين والديك، وأقام غرفة عمليات أمامية مشتركة لجيش الاحتلال و«الشاباك».
رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، قال خلال زيارته مكان وقوع العملية إنه «أعطى الضوء الأخضر لبناء 840 وحدة سكنية في مستوطنة أريئيل». وأضاف أنه أصدر تعليمات للأجهزة الأمنية بالاستعداد لهدم منزل أبو ليلى.
وتابع: «نستخلص جميع العبر، ولا أريد أن أدخل في تفاصيل الحادث. نعلم أننا نخوض حرباً متواصلة، وهذا يتطلب بطبيعة الحال انتشاراً لقوات عسكرية، ولكن في نهاية المطاف نحن ننتصر، وسنلقي القبض عليهم».
إلى ذلك، قالت مصلحة السجون الإسرائيلية إن حريقاً اندلع في عدد من الغرف في أحد أقسام سجن «رامون»، ولم ترد أي أنباء عن وقوع إصابات. وبحسب مصلحة السجون، فإن الحريق اندلع في 10 غرف تابعة لقسم لأسرى «حماس»، وقد جرت السيطرة عليه.
واندلعت المواجهات بعدما حاول العدو نقل الأسرى إلى أقسام قريبة من أجهزة التشويش. وقال المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشع، إن «الحريق نشب بعد محاولات إدارة السجن لنصب أجهزة تشويش في الأقسام الأمنية». من جهته، أشار عضو المكتب السياسي في حركة «حماس»، الأسير المحرر موسى دودين، إلى أن الأحداث وقعت «بعد محاولة إجبار الأسرى على دخول القسم المغلف بأجهزة التشويش الضارة». وأضاف دودين أن الأسرى «مصرّون على إزالة أجهزة التشويش المميتة، استكمالاً لسجلهم النضالي الطويل ضد إدارة سجون الاحتلال».