ريف دمشق | يستكمل مخيم اليرموك إجراءات التسوية التي جرى الاتفاق عليها، من إزالة العوارض الاسمنتية والسواتر الترابية وتفكيك الألغام. وتابعت الفصائل المسلحة غير الفلسطينية انسحابها من المخيم، أمس، حيث شهد المخيم انسحابات متتالية على مدار يومين لمسلحي «جبهة النصرة» و«كتيبة ابن تيمية» إلى المناطق الشرقية والجنوبية، الحجر الأسود (مقابل شارع الثلاثين) ويلدا بشكل أساسي، بينما تستعد «كتائب» الداخل من الفلسطينيين، مثل «كتيبة العهدة العمرية» وغيرها، التي تأطرت تحت مسمّى «تجمع أبناء اليرموك»، للسيطرة على مقار المسلحين الغرباء المنسحبين إلى حدود المخيم.
وكان عضو المكتب السياسي في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــــ القيادة العامة» خالد جبريل قد أعلن أنّ مجموعات الهندسة التابعة لـ«القيادة العامة» ستدخل المخيم لتنظيفه من المتفجرات والألغام التي زرعها المسلحون، سابقاً، حول الأبنية السكنية وبعض المقار الرسمية.
بدوره، أكّد عضو اللجنة المركزية في «القيادة العامة»، أبو كفاح غازي، انسحاب جميع المسلحين الغرباء من المخيم، بمن فيهم مسلحو «جبهة النصرة» و«كتيبة ابن تيمية». وفي حديث مع «الأخبار»، نفى غازي أن يكون اتفاق التسوية قد تضمَّن خروج مسلحي «القيادة العامة» من المخيم: «فالاتفاق نصَّ على دخول مقاتلي فصائل المقاومة إلى محيط المخيم لحمايته، ولا يوجد مقاتلون فعليّون لفصائل المقاومة حالياً إلا القيادة العامة».
وحول بنود التسوية، كشف أبو كفاح أن ظهر اليوم (أمس) شهد استكمالاً لخروج المسلحين، وغداً (اليوم) سيتم الانتقال إلى البند الثاني، وهو دخول وفد شعبي فلسطيني وسوري، مكوَّن من 50 إلى 60 شخصاً، للتأكد من خلوّ المخيم من المسلحين الغرباء، «ليتم بعدها تنفيذ البند الثالث، وهو تمركز مقاتلي القيادة العامة، إضافة إلى مسلحي أبناء اليرموك، في محيط المخيم لحمايته معاً».
ليتبعه إغلاق كافة المعابر والمنافذ من الجهتين الشرقية (الحجر الأسود) والغربية (التضامن ويلدا)، والاقتصار على فتح الطريق الشمالي (دوار البطيخة)، خوفاً من دخول المسلحين أو السيارات المفخخة لاحقاً إلى المخيم. وبعد ذلك، تنتهي التسوية بدخول مؤسسات الدولة، البلدية والمخفر والأفران والخدمات، وانتهاء جميع المظاهر المسلحة في اليرموك. ومن المفترض، بحسب القائد الميداني، أن يكتمل إنجاز بنود التسوية خلال 10 إلى 15 يوماً، كحد أقصى، «يعود الأهالي خلالها إلى المخيم، فيما لو التزم الجميع بما وقّعوا عليه».
وعن الفصائل المسلحة، كشف أنّه «لم يعد هناك ما يسمى بالعهدة العمرية أو غيرها، كلُّ المسلحين الفلسطينيين باتوا في إطار تجمع أبناء المخيم، وهذا التجمع سيكون مشاركاً في عمليات حماية اليرموك من أي خروقات قد يتعرض لها لاحقاً، وصولاً إلى تسوية أوضاع الجميع، وإعلان المخيم منطقة خالية من السلاح».

«العهدة العمرية»: موافقتنا على المصالحة ليست تراجعاً

في إطار التسوية التي يجري العمل على إنجازها في اليرموك، شهدت الأيام الماضية تناقصاً تدريجياً في حدة الخلافات بين المسلحين الراغبين في التسوية ومن لا يريدها. التناقص هذا يعزوه بعض أهالي المخيم إلى تدخّل بعض الشخصيات، كرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، لإجبار الفصائل المسلحة القريبة من «حماس» على القبول بالتسوية. في هذا الصدد، يؤكد المقاتل الفلسطيني، حسام ن.، في حديثٍ مع «الأخبار»: «نحن في العهدة العمرية سنتحلى بالمرونة الكافية، وستكون جوهر عملنا في إكمال بنود التسوية. لكن على الجميع أن يعلم أننا لن نقف مكتوفي الأيدي فيما لو استغل أحدهم انسحاب الكثير من الفصائل خارج المخيم، ليخالف روح الاتفاق الذي توصلنا إليه». ويؤكد حسام، «الحريص على نجاح التسوية من دون قيدٍ أو شرط»، أن «موافقتنا على المصالحة لم تكن تراجعاً عن موقفنا المعارض للنظام، ولا على وقف دعمنا للشعب السوري الذي يعاني الويلات جراء القمع، بل حرصاً على أبناء شعبنا الفلسطيني ممن يعانون الويلات الآن في مخيمات اللجوء خارج سوريا».