توقعت الصحيفة أن تطبّق الصين في سوريا النموذج الإفريقي
«القصة الصينية» يمكن أن تكون أكثر دراماتيكية وتعقيداً؛ لأن إعادة إعمار سوريا، مسار سيستمر لعشرات السنوات، مع استثمارات يمكن أن تصل إلى تريليون دولار. وأشارت «يديعوت» إلى أن الاقتصاد السوري خسر حتى عام 2018 نحو 250 مليار دولار، ودُمِّر نصف البنية التحتية، ومن أصل 23 مليون شخص هُجّر قرابة ستة ملايين، وتحول ما يعادل 4 ملايين إلى لاجئين داخل دولتهم. ولإعادة سوريا إلى ما كانت عليه عام 2011، هناك حاجة إلى مشروع لمدة 30 عاماً.
وفي قراءة خاطفة لقدرات الأطراف المعنية بالساحة السورية وخياراتها، رأت «يديعوت» أن الروس لا يستطيعون حمل مشروع كهذا، ولذلك يستثمرون في سوريا في البنية التحتية التي «تُحكِم سيطرتهم»، مثل بنية تحتية كهربائية معينة، أو استثمارات في الجيش. أما إيران، ففي وضعها الاقتصادي «تحتاج إلى ترميم نفسها أولاً». وليس للولايات المتحدة من جانبها «اهتمام» بسوريا، والأوروبيون «يتحدثون فقط»، فيما ليست لدى السعودية «أي رغبة» في مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد.
في المقابل، الصينيون لديهم المال والمصلحة في إطار مشروع «طريق الحرير» الذي يريدون استكماله قبيل منتصف القرن. وتشمل الخطة بناء طرقات برية وبحرية بين الصين والسوق الكبرى في أوروبا، وفي الموازاة بسط الهيمنة الصينية في مجال الاتصالات الدولية. وتوقعت الصحيفة أن تطبّق الصين في سوريا النموذج الإفريقي، حيث قامت بعمليات بناء في جزء كبير من دول إفريقيا غير القادرة على الإيفاء بديونها، وهي تسيطر في المقابل على مواردها الطبيعية وتتحكم بشكل خاص بسياستها في خدمة المصالح الصينية.
وختمت الصحيفة الإسرائيلية بالقول إنه عندما يضخّ الصينيون مئات مليارات الدولارات في سوريا، الروس «سيجلسون بهدوء» في مرفأ طرطوس وقاعدة حميميم حيث سيحافظون على مصالحهم هناك، فيما سيضطر الإيرانيون إلى التصرف «بشكل جميل». أما إسرائيل، فستضطر إلى التعايش مع مصالح العملاق الصيني على حدودها. لكن يبقى السؤال، بحسب «يديعوت»، متى سيفكر الإسرائيليون في الاستعداد لذلك؟ تقدّر الصحيفة أنه، وفق الأسلوب الإسرائيلي المتبع، «سيحدث هذا الأمر في اليوم الذي يلي ذلك»، في إشارة إلى التأخر في الاستعداد للتحديات المقبلة.