دمشق، حلب ــ الأخبار منذ بداية المعركة التي يشنّها الجيش السوري في منطقة القلمون، جرى العمل على محورين، الأول المحاذي لجرود بلدة عرسال اللبنانية، والثاني في محيط يبرود.
ترمي المعركة، في الأول، إلى قطع الطرق التي تصل منطقة القلمون بعرسال، والتي تُستخدم لإمداد القلمون بالسلاح والمقاتلين من جهة، كما انها مسلك السيارات المفخخة الآتية من يبرود إلى لبنان من جهة أخرى.

ويبلغ عدد المعابر غير الشرعية التي تربط جبال القلمون بجرود عرسال نحو 18 معبراً. وخلال الأيام الماضية، سيطر الجيش السوري على أكثر من 10 معابر منها، وذلك إما عبر السيطرة الميدانية الكاملة أو عبر شلّ حركتها بالسيطرة النارية عليها.
ولم يبقَ للمعارضة سوى المعابر القريبة من بلدة فليطا السورية (جنوب شرقي جرود عرسال)، حيث تجري مفاوضات بين الجيش وعدد من وجهاء البلدة، لتجنيبها معركة مدمّرة، وخصوصاً أن جزءاً كبيراً من أهل البلدة لا يؤيدون مقاتلي المعارضة.
ويحرز الجيش يوماً بعد يوم تقدماً في محيط يبرود، أكبر معاقل المسلحين. وبعدما استطاع السيطرة على كل من بلدة الجراجير والمزارع المحيطة بها، بسط سيطرته أمس على تلال ضهرة البقعة المشرفة على يبرود، ما ساهم في قضم المزيد من المساحات بين يبرود وطريق حمص ــ دمشق الدولي، فيما تقدّمت وحداته في اتجاه مزارع ريما في القلمون. وذكرت مصادر عسكرية لـ «الأخبار» أن هناك «حوالى 10 آلاف مقاتل أجنبي، بينهم 4 آلاف لبناني أتوا من طرابلس وعرسال». وأدّى القصف الجوي الى مقتل أكثر من 30 مسلّحاً ينتمون إلى مجموعة كانت تقاتل في ريف القصير، بحسب ما ذكرت مصادر ميدانية.
وفي موازاة ذلك، صعّد الجيش عملياته في كل من دوما والمليحة وجوبر، كذلك شنّ سلاح الجو غارات عدة على وداريا وخان الشيح وعدرا البلد والرحيبة ورنكوس في ريف دمشق.
وفي درعا، تمكّنت وحدات الجيش من إحباط محاولة تسلل عدد من المسلحين القادمين من الحدود الأردنية، بالقرب من قرية المتاعية.
وفيما تجدّدت الاشتباكات بين المسلحين والجيش بالقرب من حاجز البقعة في مدينة ازرع في ريف درعا، شهدت درعا البلد انفجار ثلاث سيارات مفخخة، واحدة منها بالقرب من جامع في قرية اليادودة، أدت إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً.
«داعش» يرتكب مجزرة في حريتان
وبعدما خرج تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» من بلدة حريتان ومنطقتي آسيا وباشكوي في ريف حلب الشمالي ليسيطر مسلحو «جبهة النصرة» و«الجبهة الاسلامية» عليها، كُشف أمس، عن مجزرة ارتكبها التنظيم «القاعدي» في حريتان، ذهب ضحيتها أكثر من 100 قتيل.
وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي، أمس، بصور لمقابر جماعية عثر عليها في البلدة بعد انسحاب التنظيم منها. واكتشفت المقبرة الجماعية في باحة معهد الكهرباء، التي عثر فيها أيضاً على خمس عشرة جثة لمقاتلين في «الجبهة الاسلامية»، بحسب مصدر معارض. وفي السياق، كشف ناشطون معارضون أنّ «داعش» أعدم 27 شخصاً في البلدة، من بينهم 7 أفراد من أسرة واحدة.
في موازاة ذلك، صعدت الجماعات المسلحة، ولا سيّما «الجبهة الاسلامية» و«جبهة النصرة»، من هجماتها على مواقع الجيش السوري، مستفيدة من انسحاب «داعش» من ضواحي حلب الشمالية الغربية، إلا أنها منيت بفشل جديد في هجومها الأكبر من نوعه على مطار كويريس.
وصدّت وحدات الجيش هجومين كبيرين للجماعات المسلحة في حلب وريفها بعد تفجيرين ضخمين عبر جرافة مفخخة يقودها انتحاري سعودي الجنسية، والثاني بتفخيخ أنفاق حُفرت في المدينة القديمة بالقرب من فندق الكارلتون، الذي تهدمت اجزاء منه. وفيما فشلت العملية الانتحارية التي استهدفت مساكن الضباط الخالية، أدّى تفجير الانفاق تحت الفندق الى وقوع خمسة قتلى في صفوف الجنود الذين تمكّنوا من احباط محاولة التقدم التي قام بها المسلحون إثر التفجير الضخم.
وأكّد مصدر عسكري لـ«الأخبار» سقوط ما لا يقلّ عن 45 من المهاجمين في الساعات الأولى من المعركة. وقال إنّ «الهجوم الذي شنته جبهة النصرة وتنظيمات تكفيرية أخرى هو الأكبر من نوعه على المطار منذ أكثر من عام»، إذ استخدمت فيه أسلحة متوسطة وثقيلة. من جهة أخرى، سيطرت مجموعات «الجبهة الاسلامية» على كامل بلدتي كفر حمرة وحريتان بعد انسحاب مسلحي «داعش» منهما إلى مناطق نفوذها على الحدود التركية شمالاً عبر قريتي معرستة وماير، اللتين عبرتهما عشرات الاليات التي تحمل مسلحي «داعش» وكميات كبيرة من الاسلحة والذخائر.