تتسارع خطى الحراك السياسي والشعبي الفلسطيني لمجابهة «صفقة القرن» عبر سلسلة من الفعاليات واللقاءات، ترجمة لدعوة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الذي نادى بـ«حوار مسؤول لإسقاط الصفقة وتداعياتها في لبنان». وشهدت بيروت في فندق «كراون بلازا»، أمس، انطلاق فعاليات «اللقاء السياسي الشعبي» بعنوان «متحدون ضد صفقة القرن»، وذلك بمشاركة نحو 200 شخصية من قادة الأحزاب والقوى العربية والإسلامية، وبحضور قيادات من الفصائل الفلسطينية واللبنانية.المؤتمر، الذي عقد بدعوة من «المؤتمر القومي العربي ــــ القومي الإسلامي ــــ الأحزاب العربية»، إضافة إلى «مؤسسة القدس الدولية»، بحث بصورة أساسية «إسقاط صفقة القرن». وهو أتى، وفق مُنظميه، رداً على «ورشة البحرين» الاقتصادية المزمع عقدها في نهاية الشهر الجاري. كما أنه المؤتمر جاء بعد يوم من جلسة خُصِّصت لبحث سبل رفع الحصار عن سوريا بمشاركة رؤساء أحزاب عربية.
وقال أمين سر «تحالف قوى المقاومة»، خالد عبد المجيد، لـ«الأخبار»، إن 200 شخصية عربية وفلسطينية شاركت في المؤتمر الذي «كان مخصصاً لوضع خطوات لمواجهة صفقة القرن ومؤتمر البحرين». وأضاف عبد المجيد: «قادة الأحزاب العربية واللبنانية والفلسطينية تحدثوا عن سلسلة من الخطوات التي ستنتهجها هذه القوى مجتمعة خلال المرحلة المقبلة».
وصدر عن المجتمعين «ميثاق الأمة ضد صفقة العار»، الذي أعدّه المنسق العام لـ«المؤتمر القومي ـــ الإسلامي»، خالد السفياني، بعد موافقة ممثلي الفصائل الفلسطينية والمؤتمرات العربية والهيئات الشعبية. وأعلنت الأطراف المشاركة، في البيان، رفضها الكامل للصفقة، مؤكدة أن مشروعها هو «دعم المقاومة بصورها كافة، وفي مقدمتها المسلحة، ما يتطلب من أبناء الأمة وقواها كافة ومن أحرار العالم تقديم كل أشكال الدعم إلى المقاومة، وخاصة مسيرات العودة والمرابطين في المسجد الأقصى».
واعتبر المشاركون أن «انخراط أي جهة أو نظام عربي أو إسلامي في مسار الصفقة المشؤومة خيانة للأمة ولثوابتها ومقدساتها، (وشراكة) في جريمة محاولة الإجهاز على قضية فلسطين»، داعين إلى «العمل على تنظيم قمة شعبية عربية ضد ورشة العار في المنامة لإعلان الموقف العربي والاسلامي الحقيقي من صفقة العار... نعلّق آمالاً كبيرة على شعب البحرين في إفشال هذه الورشة».
وتخلّلت المؤتمر كلمات لمسؤول العلاقات العربية في حزب الله حسن عز الدين، والأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد النخالة، والقيادي في «حماس» أسامة حمدان، وممثلين عن حركة «أنصار الله» وجمعية «الوفاق البحرينية» وتنظيمات ومؤسسات فلسطينية وعربية وإسلامية أخرى. ورأى عضو «اللجنة المركزية لفتح»، عباس زكي، في كلمة، أن «ما يجري اليوم هو تجديد لاتفاق سايكس بيكو وصفقة القرن، ولا يخصّ فلسطين فقط، بل التقسيم سيشمل كل المنطقة»
في غضون ذلك، أعلنت «اللجنة التحضيرية لمؤتمر العرب وقضايا التطبيع» في غزة انتهاء تجهيزاتها لعقد المؤتمر في المدينة بعد إجازة عيد الفطر، بمشاركة شخصيات فلسطينية وعربية. وتعقد المؤتمرَ «رابطةُ المثقفين العرب» في لندن، بالتعاون مع وزارة الثقافة وكلية العودة الجامعية في القطاع. ومن أهدافه «مقاومة أشكال التطبيع مع الاحتلال، ورفع مستوى الوعي والإدراك بمخاطر تنامي المشروع الصهيوني في فلسطين وعلى المنطقة العربية بأكملها».