انسجاماً مع سياسة التحريض التي تشكّل إحدى الخطوط الأساسية التي تحكم السياسة الإسرائيلية تجاه إيران، كما أعلن بنفسه أمام جلسة الحكومة، الأحد الماضي، استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، زيارته للجرحى السوريين في المستشفى الميداني الذي أقامه جيش الاحتلال على مقربة من الحدود السورية في الجولان المحتل، لتوجيه رسائل في اتجاهين: إظهار التعاطف والتأييد للجماعات المسلحة التي تواجه الجيش السوري، والتحريض على إيران على خلفية دعمها لدمشق.
ورأى نتنياهو أنّ «من المهم أن يرى العالم، في يوم استئناف المحادثات بين الدول العظمى وإيران في فيينا، الصور من هذا المكان الذي يفصل بين الخير والشر في العالم، حيث يقع الجزء الخيّر في إسرائيل التي تنقذ حياة الجرحى السوريين لتثبت أن هذا هو وجهها الحقيقي، مقابل الجزء الشرير الذي تمثله
إيران».
وهذا ما يذكّر بالسياسة التي اتبعتها إسرائيل في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، في الشريط الحدودي مع لبنان، للتحريض على المقاومة الفلسطينية، ولاحقاً على المقاومة اللبنانية.
واستمع نتنياهو، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، من المسؤولين في الجيش عن المساعدات التي تقدم لمساعدة الجرحى السوريين.
والتزاماً بمتطلبات سياسة التحريض على إيران، حرص نتنياهو، ومعه المسؤولون الإسرائيليون، على اختيار مفردات موجهة وهادفة، خلال مقارنته بين الدور الذي تقوم به إسرائيل حيث «تنقذ أرواح ضحايا المجزرة اليومية في سوريا، وهذا هو وجه إسرائيل الحقيقي»، في مقابل الدعم الذي تقدمه إيران «لنظام الأسد، بما في ذلك تسليحه وإرشاده»، مُحمِّلاً إيران مسؤولية الأحداث التي تجري في
سوريا.
ورافق نتنياهو في جولته، وزير الدفاع موشيه يعلون، ورئيس أركان جيش العدوّ بيني غانتس، وقائد المنطقة الشمالية اللواء يائير غولان، حيث تفقدوا غرفة العمليات التي أُقيمت في المستشفى الميداني، وتحدثوا مع المصابين السوريين.
كذلك كان ليعلون مواقفه التي أدلى بها، إذ قارن بين «ما نرى ونسمع من أصوات المعارك التي تجري بين الجيش السوري وقوات المعارضة، وبين الجزء المحتل من الجولان، المزدهر والمزهر».
وأشار إلى تصديق الحكومة على خطتين:
الأولى لتطوير القرى الدرزية بتكلفة تبلغ مئات ملايين الشيكلات، والثانية لتطوير إضافي في المستوطنات.
وأضاف أنّ «هذا الواقع يعكس الفرق بين ما يجري في دولة إسرائيل، وما يجري حولها لجهة عدم الاستقرار إزاء شرق أوسط عاصف وغير مستقر».
كذلك استخدم العبارات نفسها التي استخدمها نتنياهو، لجهة ما سمّاه «الوجه الإنساني» لنشاطات الجيش الإسرائيلي في مساعدة الجرحى السوريين.
من جهة أخرى، ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أنّه بعد ساعات من زيارة نتنياهو والوفد المرافق للمستشفى الميداني الذي يستقبل الجرحى السوريين، سقطت قذيفتا هاون، أطلقتا من الأراضي السورية، بالقرب من موقع جيش الاحتلال في مرتفعات الجولان.
وبحسب المتحدث باسم الجيش، لم تقع إصابات أو أضرار نتيجة سقوط القذائف.
وأشار إلى أنّ «الجيش فتح تحقيقاً بالحادث لمعرفة إذا ما كانت عملية سقوط القذائف مقصودة أو جراء القتال الدائر في سوريا بين المتمردين والجيش النظامي السوري».
ونقل موقع «واللاه» العبري: «إنهم في الجيش يقدّرون أن لا علاقة بين إطلاق القذائف وزيارة رئيس الحكومة للمنطقة، وإن ما جرى يعتبر بمثابة انزلاق نيران جراء المعارك التي تجري في القرى السورية بالقرب من الحدود، وإن الجيش لم يرد على مصادر النيران».