بدوره، وصف المتحدث باسم «العمليات المشتركة»، يحيى رسول، نتائج اليوم الثاني بـ«الإيجابية جداً»، مبيناً في حديثه إلى «الأخبار» أن المساحة التي تستهدفها العملية تشكل «23 بالمائة من نسبة مساحة البلاد... والهدف منها (أي العملية) تفتيش الأماكن/ النقاط التي لجأت إليها تلك المجموعات، بناءً على المعطيات الاستخبارية». رسول رفض تحديد سقف زمني للعملية، موضحاً أن «مرحلتها النهائية» تقضي بالوصول إلى الحدود مع سوريا. وأشار إلى أن القوات العراقية شرعت منذ فترة في استهداف قيادات التنظيم وعناصره في تلك المنطقة، من خلال ضربات جوية، مضيفاً أن من نتائج العملية حتى الآن «تدمير كهوف ومغارات وملاجئ للتنظيم، شكّلت محطّات دعمٍ له ولمقاتليه طوال الفترة الماضية».
عملية «إرادة النصر» مُعَدٌّ لها منذ 4 أشهر، لكن أُجّلت لاستكمال التحضيرات
وعن توقيت العملية، أجاب مصدر قياديّ في «الحشد»، في حديثه إلى «الأخبار»، بالقول إن «العملية مُعَدٌّ لها منذ 4 أشهر تقريباً، لكنها أُجّلت أكثر من مرة لاستكمال التحضيرات اللوجستية»، موضحاً أن «العملية أمنية، والمنطقة صحراوية تصعب السيطرة عليها، ولهذا عاد الدواعش إلى هناك»، لافتاً إلى وقوع «حوادث قتل وهجمات على الجيش». وفي هذا الإطار، أشار تقرير ميداني لوكالة «الأناضول» إلى أن قضاء البعاج (أكبر الأقضية العراقية مساحةً) شهد هجمات متعاقبة لعناصر التنظيم، استهدفت قرى عديدة، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى. ونقلت الوكالة عن عضو مجلس محافظة نينوى، خلف الحديدي، وصفه «ما يحدث في القضاء بأنه تناوبٌ على مسك الأرض بين القوات الأمنية وداعش، والفترة الراهنة أشبه بالفترة التي سبقت سقوط الموصل (حزيران/ يونيو 2014) من حيث تحركات التنظيم، وتنامي قدراته»، فـ«مسلحو داعش يفرضون سيطرتهم على قضاء البعاج ليلاً، بينما القوات الأمنية تسيطر عليه نهاراً».
وفي مقابل المبررات الأمنية المتقدمة للعملية، ثمة من يقول إن «إرادة النصر» تأتي «تعويضاً» من الحكومة للقوى المطالبة بالدخول إلى قضاء الطارمية، شمال العاصمة بغداد، والذي لـ«داعش» فيه «أماكن وملاذات» بحسب تأكيد زعيم حركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي. ويعزو هؤلاء رفض الحكومة الدخول إلى الطارمية إل ضغوط أميركية؛ فـ«واشنطن رفضت البدء بعملية مماثلة، نزولاً عند رغبات بعض القوى الرافضة لأي نشاط عسكري شمال العاصمة»، وفق ما تتحدث به مصادر من داخل تحالف «الفتح» النيابي. لكن مصادر «الحشد» تنفي تلك المعلومات، مؤكدة في الوقت نفسه أن الدخول إلى الطارمية مرهونٌ بـ«الوضع السياسي والعسكري، على حدّ سواء»، منبهة إلى أن «المنطقة ليست مغتصبة، ولا تحتاج إلى تحرير، ولا حتى شاسعة، إنما هي مدينة بحاجة إلى قوات جديدة حديدية، وخطة جيدة لإعادة ضبط الوضع».