تلقّت السعودية نبأ الانسحاب التدريجي لحليفتها، الإمارات، من الحرب في اليمن، بـ«خيبة أملٍ كبيرة»، وحاولت، عبر ديوانها الملكي، ثنيها عن هذه الخطوة. لكن كلفة الحرب العالية جداً بالنسبة إلى أبو ظبي حالت دون الاستكانة إلى رغبة الرياض. هذا ما كشفته صحيفة «ذي نيويورك تايمز»، ناقلة عن دبلوماسي غربي مطّلع على الملف قوله إن مسؤولين كباراً في الديوان الملكي السعودي تدخّلوا في محاولة لثني الإمارات عن قرارها.ويفيد أشخاص مطلعون على موقف أبو ظبي بأن الأخيرة تجنّبت إعلان قرارها بشكل رسمي، في محاولة للتخفيف من «عدم رضى» السعوديين عن هذا القرار. لكن مسؤولاً في السفارة السعودية في واشنطن نفى أن تكون المملكة «غير راضية» عن الانسحاب الإماراتي، مؤكداً أن البلدين «يبقيان متحالفين استراتيجياً حول أهدافهما في اليمن»، وأن «التبديلات العملياتية والتكتيكية خلال الحملات العسكرية هي أمور طبيعية، وتتمّ بالتنسيق مع التحالف». وأضاف أن أي فراغ سيتركه الانسحاب، ستملأه قوات يمنية تم تدريبها لتسلم زمام الأمور.
حاولت السعودية ثني الإمارات عن قرارها الانسحاب من اليمن


وبحسب مسؤول إماراتي رفيع المستوى، تحدّث إلى الصحيفة، فإن الانسحاب يهدف إلى «دعم وقف إطلاق النار الهش الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في مدينة الحديدة (غرب)». وقال المسؤول نفسه إن «التزامنا تجاه اليمن لا يزال قائماً»، خصوصاً أن القوات الإماراتية «دربت 90 ألف جندي يمني لملء الفراغ بعد رحيلها». ولكنه أكد أيضاً أن الإماراتيين «سئموا» هذه الحرب، لكن السعوديين ما زالوا «يؤمنون بالنصر العسكري». يعزّز ذلك الاتجاه حديث مايك هندرمارش، وهو جنرال أسترالي متقاعد يقود الحرس الرئاسي الإماراتي، أمام زائرين غربيين، حيث قال إن اليمن أصبح بمثابة مستنقع تلعب فيه «أنصار الله» دور «Viet Cong اليمن»، في إشارة إلى الحركة المتمردة المسلحة في فييتنام.
ووفق الصحيفة، فإن المسؤولين الإماراتيين يقولون منذ أسابيع إنهم بدأوا انسحاباً جزئياً وتدريجياً من اليمن، لكن دبلوماسيين عرباً وغربيين يؤكدون أن تقليصاً مهماً لعديد القوات الإماراتية في اليمن قد بدأ فعلياً، وما يدفعهم إلى ذلك، هو رغبتهم في الانسحاب من حرب أصبحت كلفتها عالية جداً، حتى إن عنى ذلك إغضاب حليفتهم السعودية. في هذا السياق، يرى الباحث في معهد الخدمات الملكية المتحدة، مايكل ستيفنز، أن الانسحاب يضع السعوديين أمام حقيقة تقول بأن «هذه الحرب فاشلة»، كما «يُظهر لنا أن شريكي (تحالف العدوان) لا يملكان تصوراً واحداً لمعنى نجاح هذه الحرب».