عبّرت نسبة المشاركة في التصويت لانتخاب لجنة صياغة الدستور الجديد في ليبيا عن واقع البلاد المأزوم بعد 3 سنوات على الثورة، في ظل تردي الأوضاع الأمنية وغياب أي أفق للحل السياسي. وبدأت عمليات فرز الأصوات عقب إغلاق المراكز في الساعة السابعة مساءً. وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات أن 498 ألف ناخب من إجمالي مليون و103 آلاف أدلوا بأصواتهم لاختيار أعضاء «لجنة الستين» لوضع الدستور الجديد.

وعبّرت المفوضية في بيان عن «رضاها التام» عن سير العملية الانتخابية وأداء لجانها، رغم «الخروقات الأمنية» التي قالت إنها لم تكن بالحجم الكبير ولم تؤثر على سير العملية الانتخابية، مؤكدة أنها بذلت جهوداً مضنية لإكمال عملية الاقتراع.
بدوره، قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان إن «العملية الانتخابية سارت بشكل طبيعي وانسيابي قياساً بما كنا نتوقع، وتعدّ مثالية»، واصفاً اليوم (أمس) بأنه «عيد» للناخبين الذين أدلوا بأصواتهم.
وأشاد زيدان، في تصريح إلى وكالة «الأناضول للأنباء»، بجهود المفوضية العليا للانتخابات ودور الجيش والشرطة ووسائل الإعلام، لافتاً إلى التزام الجميع بإنجاح العملية الانتخابية.
وتنافس 649 مرشحاً على 60 مقعداً في الهيئة التأسيسية المعروفة بـ«لجنة الستين»، موزعين بالتساوي على الأقاليم الليبية الثلاثة: طرابلس ــ غرب، وبرقة ــ شرق، وفزان ــ جنوب، وبينها 5 مقاعد للمرأة، و6 مقاعد أخرى للمكونات الاجتماعية وهي: التبو والأمازيغ والطوارق، بحسب بيانات المفوضية العليا للانتخابات.
وبالتزامن مع الانتخابات، هزّت تفجيرات فجر يوم أمس خمسة مراكز اقتراع في بلدة درنة في شرق ليبيا، وهي معقل للإسلاميين المتشددين، لكنها لم تؤدّ إلى وقوع إصابات.
وقال مسؤول في لجنة الانتخابات إن مسلحين يشتبه في أنهم إسلاميون أغلقوا مركزاً للاقتراع بالقوة في البلدة، وكانوا يطلقون أعيرة نارية في الهواء ويصيحون قائلين إن الانتخابات «حرام». وحالت الأوضاع الأمنية دون فتح مراكز الاقتراع في بلدتين أخريين.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تفجيرات درنة، لكنّ سكاناً قالوا إن المفجرين كتبوا عبارة تدعو إلى إقرار الشريعة الإسلامية دستوراً لليبيا على جدار بجوار موقع أحد التفجيرات، ما يشير إلى ضلوع إسلاميين متشددين.
وسيتعيّن على لجنة صياغة الدستور وضع مسودته خلال 120 يوماً. وسيقسّم أعضاء اللجنة بالتساوي على مناطق ليبيا الثلاث، وهي طرابلس في الغرب، وبرقة في الشرق، وفزان في الجنوب.
وإضافة إلى الإسلاميين، قاطعت الانتخابات أيضاً الأقلية الأمازيغية التي تعيش في الغرب بالقرب من المنشآت النفطية. ورفض زعيمهم إبراهيم مخلوف الانتخابات، لأن الأمازيغ يريدون دوراً أكبر في اللجنة وضمانات بأن لغتهم ستصبح من اللغات الرسمية في البلاد.
من جهة أخرى، قال عبد المجيد امليقطة، القيادي في حزب التحالف الوطني (الليبرالي)، مساء أمس، إن شقيقه عثمان امليقطة، قائد ميليشيا «القعقاع»، تعرض لمحاولة اغتيال، نقل على اثرها إلى العناية الفائقة في أحد مستشفيات طرابلس.
وقالت مصادر صحافية إن امليقطة تعرض لإطلاق نار أثناء قيادة سيارته على طريق المطار في طرابلس. وكانت ميليشيا «القعقاع» وميليشيا «الصواعق»، وهما من أقوى الميليشيات المسلحة وتأسّستا بعيد انتهاء الثورة في ليبيا وعُهد إلى بعض عناصرهما بحماية مسؤولي الحكومة والمجلس الانتقالي، طالبتا المؤتمر الوطني العام بتسليم السلطة إلى الشعب، مهددتين بإسقاطه بالقوة.
(الأناضول، رويترز، أ ف ب)