طرابلس | تتواصل الاشتباكات المسلحة جنوب العاصمة الليبية طرابلس، بين قوات حكومة «الوفاق الوطني»، وقوات المشير خليفة حفتر التي تسعى، بعد إعلانها عملية «الساعة الصفر»، إلى اقتحام طرابلس. وفق مصادر ميدانية، نفذ سلاح الجو التابع لـ«الوفاق»، أمس، ضربات مكثفة على مواقع تمركز قوات حفتر في مناطق قصر بن غشير وعين زارة ووادي الربيع والخلة، فيما ردّت الطائرات الحربية للأخير بقصف محاور القتال جنوب العاصمة، وأيضاً مطار معيتيقة الدولي. يأتي هذا بعد يوم على صدّ قوات «الوفاق» هجوماً كبيراً شنته قوات حفتر، أسفر عن مقتل ستة أشخاص في جانب المهاجَمين، ومقتل وإصابة نحو 25 لدى المهاجِمين. وبحسب المصادر، فإن المناطق القريبة من الاشتباكات جنوب العاصمة، وقرب مطار معيتيقة، تتعرّض لتساقط كثيف للقذائف المدفعية العشوائية، ما يتسبب في أضرار بالغة في مساكن المدنيين، من دون سقوط ضحايا إلى الآن.يقول عضو مجلس النواب المنعقد شرق البلاد، علي السعيدي، إن عملية «الساعة الصفر» مضى عليها يوم واحد فقط، وإنها «لم تتعثر، بل حققت قوات حفتر تقدماً في جميع محاور القتال». ويضيف في حديث إلى «الأخبار» أن الهدف «ليس اجتياح طرابلس، بل تطهير العاصمة من قوات الوفاق... لو أرادت قواتنا اجتياح العاصمة، لدخلتها خلال 72 ساعة». ورأى أن المرحلة الأولى نجحت في إنجاز 75% من أهدافها، وهي تنفيذ ضربات مركّزة، و«كسر شوكة قوات الوفاق عبر قطع خطوط الإمداد الرئيسة، وتدمير الذخائر والأسلحة والسيارات المسلحة» التابعة لها، مرجعاً طول أمد الحرب إلى «تدخل تركيا، ودعمها العسكري لقوات الوفاق».
في المقابل، يؤكد المتحدث باسم «الكتيبة 166»، التابعة لقوات «الوفاق»، خالد أبو جازية، تمكّن تلك القوات من صدّ الهجوم على طرابلس، ومواصلة استعداداتها «من أجل صدّ أي عدوان جديد على طرابلس وما جاورها»، عازياً «إخفاق حفتر أكثر من مرة في اقتحام العاصمة إلى استنزاف قواته جوياً وبرياً». ويلفت أبو جازية، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن حفتر لم يستطع السيطرة على أي منطقة جديدة خلال معارك اليومين الماضيين، بل هناك «تراجع لمسلّحيه، ومحاولة للتغطية على خسائرهم الكبيرة عبر الكذب الإعلامي بالتقدم باتجاه العاصمة».
تعقيباً على ذلك، يرى الخبير العسكري، عادل عبد الكافي، أن قوات حفتر «فقدت الثقة في ما بينها بعد مرور نحو أربعة أشهر على إعلانها دخول العاصمة»، لافتاً إلى أن «سلاح الجو التابع للوفاق يوجه حالياً ضربات دقيقة...»، فيما «يحاول حفتر نقل بعض المعدات من قاعدتَي البومبه وبنينا في الشرق إلى قاعدة الجفرة في الوسط بعد قطع إمداداته براً وصعوبة إيصالها إلى محاور القتال». ويعتبر عبد الكافي، الذي كان يعمل في القوات الجوية، أن على «المجلس الرئاسي (في الوفاق) رفع التنسيق مع الدول الصديقة له مثل تركيا، لعقد اتفاقية دفاع مشترك تهدف إلى منع أي وجود جوي من دول داعمة لحفتر فوق المنطقة الغربية»، مشيراً إلى أن المشير جهّز لعمليته الثانية بعدما تلقّى دعماً من أبو ظبي، «عبر الجسر العسكري الجوي المفتوح بين الإمارات وبنغازي».
يُذكر أنه، وفق الأرقام المتوافرة حالياً، تسببت المعارك المندلعة منذ مطلع نيسان/ أبريل الماضي في مقتل 1093 شخصاً، وإصابة 5762 آخرين، فيما تخطى عدد النازحين 100 ألف شخص.