على عكس ما أشيع عن أن المباحثات التي جرت بين وزير الخارجية الأميركية جون كيري والرئيس الفلسطيني محمود عباس على يومين كانت «بناءة»، أكد مسؤولون فلسطينيون أن أبو مازن رفض الأفكار التي طرحها الوزير الأميركي، مشيرين إلى أنه «لا يمكن قبولها أساساً لاتفاق إطار» مع إسرائيل؛ لأنها «لا تؤدي إلى تحقيق السلام».
وقال مسؤول فلسطيني أمس إن كيري «طرح على عباس عدداً من الأفكار والمقترحات التي ما زالت في مرحلة النقاش مع الإدارة الأميركية خلال الاجتماعين اللذين عقدا في باريس».
وأكد المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته أن «هذه الافكار والمقترحات لا يمكن أن يقبل بها الجانب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية اساساً لاتفاق اطار لأنها لا تلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولا تؤدي إلى حل للقضية الفلسطينية ولا إلى تحقيق السلام والاستقرار والأمن في منطقتنا».
وأضاف أن عباس «اعاد تأكيد الموقف الفلسطيني ورؤيته للحل التي تستند إلى قرارات الشرعية الدولية وقرارات المؤسسات القيادية الفلسطينية وقرارات الجامعة العربية».
وطرح كيري حسب المسؤول الفلسطيني سلسلة افكار تتعلق بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، والقدس والحدود والمستوطنات والأمن واللاجئين.
وقال المسؤول الفلسطيني إن عباس أبلغ كيري بأن «مبدأ الاعتراف بيهودية إسرائيل مرفوض جملة وتفصيلاً»، مضيفاً أن «الموقف الفلسطيني الذي ابلغ به كيري هو أن الأفكار المطروحة خاصة بموضوع المطالبة بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل او وطن قومي لليهود، وهي نفس الجوهر لا يمكن القبول به».
وحول القدس، قال المسؤول الفلسطيني إن كيري تقدم «بطرح غامض لا يذكر القدس الشرقية التي احتلت عام 1967 ولا نعرف ماذا يقصد بقوله في القدس وأين القدس التي يقصدها».
وتابع قائلاً إن الطرح الذي تقدم به كيري بشأن القدس «يبقي للطرف الإسرائيلي صيغة عامة غامضة هدفها الأساسي عدم اقامة دولة فلسطينية مستقلة لأنه لا يمكن قبول اي حل دون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين».
أما بشأن قضية الحدود والاستيطان، فقال المسؤول نفسه إن «كيري يطرح تبادلاً غير محدود للأراضي والحدود يتضمن الأخذ بالاعتبار التغيرات الديموغرافية التي حصلت بإقامة المستوطنات خلال سنوات الاحتلال». ورأى أن هذا الطرح يعني «اعطاء شرعية لكل عمليات الاستيطان التي جرت وهو ما نرفضه وهو أيضاً مناقض لقرارات الشرعية الدولية التي تعتبر كل الاستيطان في فلسطين غير شرعي».
وحول الامن، كشف المسؤول الفلسطيني أن اقتراح كيري «لا يتضمن وجود طرف ثالث» كما ورد في مقترحات أميركية سابقة، مضيفاً أن كيري طرح أيضاً «اخذ الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية في الاعتبار»، مشيراً إلى أن هذا قد يعني «وجود الجيش الإسرائيلي على الحدود او جزء من الحدود والمعابر وربما أيضاً وجود محطات إنذار مبكر وربما وجود نقاط للجيش الإسرائيلي في عدد من المرتفعات».
أما في ما يتعلق بقضية اللاجئين، فيقضي اقتراح كيري حسب المسؤول الفلسطيني بأنه «لا يحق الاعتراف بمسؤولية إسرائيل عن قضية اللاجئين وحلها وفق القرار 194 الذي ينص على العودة او التعويض، بل لا يوجد حق عودة، بل اعادة عدد من اللاجئين إلى إسرائيل بناءً على القوانين الإسرائيلية والسيادة الإسرائيلية».
وقال إنّ «من كل ما ذُكر من مقترحات، لا يمكن أن يقبل الجانب الفلسطيني بهذه الأفكار أن تكون اساساً لاتفاق الاطار الذي تنوي الإدارة الأميركية طرحه على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».
وتابع المسؤول الفلسطيني أنه «اتُّفق مع كيري على مواصلة اللقاءات والجهود الأميركية التي يبذلها كيري شخصياً من أجل مواصلة النقاش للتوصل إلى صيغة تلبي حقوق شعبنا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على الأراضي التي احتلت عام 1967 وحل كافة قضايا الحل النهائي».
وفي سياق آخر، جدد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في قصر الأليزيه عرض بلاده استضافة مؤتمراً للمانحين، بغرض «تعزيز العملية السياسية والاقتصادية، ودعم ميزانية الحكومة الفلسطينية». ولم يذكر بيان الأليزيه موعداً مقترحاً لهذا المؤتمر، ولا تعليق الرئيس الفلسطيني على هذا العرض.
وأكد هولاند «التزام» بلاده قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، ودعمها لعملية السلام والجهود المبذولة في هذا الإطار من قبل واشنطن.
إلى ذلك، وقعت مواجهات أمس بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين في مدينة الخليل أثناء مسيرة في الذكرى العشرين لمذبحة الحرم الإبراهيمي التي راح ضحيتها 29 قتيلاً و150 جريحاً من المصلين في الحرم يوم 25 شباط 1994.
وقد استخدمت قوات الاحتلال القنابل الصوتية والمدمعة لتفريق المتظاهرين في شارع الشهداء الذي كانت سلطات الاحتلال قد أغلقته منذ وقوع المجرزة.
وفي غزّة، أعلن مصدر طبي أن شاباً فلسطينياً (21 عاماً) أصيب صباح أمس برصاص الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود شرق جباليا في شمال القطاع.
(أ ف ب)