أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أول من أمس «دعمها لجهود» وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لإيجاد حل للنزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقالت ميركل في تعليقها الأسبوعي قبيل زيارتها المرتقبة الى إسرائيل اليوم وغداً «ندعم جهود وزير الخارجية كيري، وسأستفيد من زيارتي الى اسرائيل للتطرق الى هذه المسألة مع رئيس الحكومة الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو.

وأضافت المستشارة «نحن بحاجة في أسرع وقت ممكن إلى حل يقوم على اساس دولتين، واحدة يهودية لإسرائيل، وأخرى للفلسطينيين»، مذكّرة بأن ألمانيا «ولأسباب تاريخية التزمت دعم اسرائيل، وحقها في الوجود بات أحد أسس سياستها الخارجية».
وكان كيري قد التقى الجمعة الماضي في باريس الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي رأى أن أفكار الوزير الأميركي بشأن التسوية بين اسرائيل والفلسطينيين «غير مقبولة».
واكد رئيس السلطة الفلسطينية أن الدبلوماسية الأميركية فشلت «حتى اللحظة» في انجاز اتفاق - اطار يرمي الى انهاء النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي.
وقال أبو مازن إثر لقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في قصر الإليزيه «حتى اللحظة لم يتمكن الأميركيون من وضع إطار لهذه الأفكار برغم ان الجهود المبذولة جدية جداً».
واوضح عباس أنه ابلغ مضيفه الفرنسي الجهود التي يبذلها الرئيس الأميركي باراك اوباما والوزير كيري «لتقريب وجهات النظر بين الاسرائيليين والفلسطينيين».
وأكد ان «هذه الافكار والمقترحات لا يمكن ان يقبلها الجانب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية أساساً لاتفاق اطار.. لأنها لا تلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.. ولا تؤدي الى حل للقضية الفلسطينية ولا الى تحقيق السلام والاستقرار والأمن في منطقتنا».
الى ذلك شكر عباس للرئيس الفرنسي «الدعم الثنائي من فرنسا والاتحاد الاوروبي» للسلطة الفلسطينية، موضحاً انه تطرق مع هولاند الى موضوع عقد منتدى حكومي فرنسي - فلسطيني. من ناحيته، أشار الرئيس هولاند الى «ضرورة التوصل الى اطار متفق عليه للمفاوضات في المهل المحددة على قاعدة المعايير الأوروبية والدولية المحددة منذ زمن طويل»، بحسب بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية.
كذلك جدد تأكيد استعداد فرنسا لتنظيم مؤتمر جديد للمانحين في باريس لدعم الدولة الفلسطينية بهدف تعزيز العملية السياسية والاقتصادية، وفق الرئاسة الفرنسية.
ويسعى كيري منذ أشهر الى اقناع الاسرائيليين والفلسطينيين بـ«اتفاق اطار» يمهد للتوصل الى تسوية نهائية للنزاع، لكن من دون جدوى. وقد اجرى الاربعاء والخميس مباحثات مع عباس في باريس استمرت حوالى ساعتين، ووصفها الفريقان التفاوضيان «بالبناءة».
وحول القدس، قال مسؤول فلسطيني، ان كيري تقدم «بطرح غامض لا يذكر القدس الشرقية التي احتلت عام 1967، ولا نعرف ماذا يقصد بقوله في القدس، واين القدس التي يقصدها».
أما بشأن قضية الحدود والاستيطان، فقال المسؤول الذي رفض كشف هويته، ان «كيري يطرح تبادلا غير محدود للاراضي والحدود يتضمن الاخذ بالاعتبار التغيرات الديموغرافية التي حصلت باقامة المستوطنات خلال سنوات الاحتلال».
ورأى ان هذا الطرح يعني «اعطاء شرعية لكل عمليات الاستيطان التي جرت وهو ما نرفضه، وهو ايضا مناقض لقرارات الشرعية الدولية التي تعد كل الاستيطان في فلسطين غير شرعي».
وبحسب ارقام صادرة عن منظمة السلام الان الاسرائيلية، قامت السلطات الاسرائيلية منذ بداية المفاوضات في 29 من تموز الماضي بطرح مشاريع بناء لـ 7302 وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، وطرحت عطاءات لبناء 4460 وحدة اخرى.
(أ ف ب)