توترت العلاقات أمس بين طرابلس والدوحة على خلفية معلومات نقلتها مصادر أمنية في مطار بنغازي، بأن الشرطة الليبية اعتقلت ستة قطريين في المطار أول من أمس لدى محاولتهم ركوب طائرة متجهة إلى تركيا باستخدام جوازات سفر ليبية مزورة، وعثرت بحوزتهم على نحو 146 ألف دولار. وجاء هذا الخبر في وقت تستعد فيه بعض المناطق الليبية لفتح مراكزها الانتخابية من جديد لانتخاب أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور بعدما تعثرت فيها عملية الاقتراع بسبب توترات أمنية، فيما يواصل الأمازيغ والتبو مقاطعتهم لهذه الانتخابات إلى حين إيجاد حل لمطالبهم.
وسيُعاد انتخاب أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور يوم 26 شباط الحالي في كل من درنة ومرزق والكفرة، وذلك بعد ستة أيام من تاريخ إجراء عمليات الاقتراع، حيث بقي نحو 48 مركزاً مقفلاً خلال عملية الاقتراع يوم الخميس الماضي، بسبب الخروقات الأمنية.
وكانت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات قد أكدت في وقت سابق أيضاً أن الانتخابات قد أجريت في 95% من المراكز المنتشرة في البلاد، وتعطلت في عدد من المراكز بسبب التوتر الأمني.
في هذا الوقت، باشرت «لجنة فبراير» المُشكّلة بقرار من المؤتمر الوطني العام (البرلمان) بإعداد مقترح بتعديل الإعلان الدستوري وقانون الانتخابات العامة، وصياغة نصوص التعديلات الدستورية.
أما في موضوع احتجاز قطريين في مطار بنينا (شرق)، فقد تضاربت الأنباء بالنسبة إلى عددهم، إذ قال آمر قوة حماية مطار بنينا الدولي، عز الدين الوكواك، لموقع «بوابة الوسط»، إن قوة حماية مطار بنينا احتجزت، السبت، خمسة قطريين لحملهم جوازات سفر ليبية مزورة، وأن المحتجزين وجدت معهم أجهزة ومعدات إلكترونية. وأضاف الوكواك إن المشتبه فيهم محجوزون في كتيبة تابعة لرئاسة الأركان، وسيتم تسليمهم إلى الجهات الرسمية بعد الانتهاء من التحقيق معهم.
الا أن جريدة «قورينا الجديدة» نقلت عن مصادر أمنية في مطار بنينا، أن الشرطة اعتقلت ستة قطريين، لدى محاولتهم ركوب طائرة متجهة إلى تركيا باستخدام جوازات سفر ليبية مزورة وأنهم كانوا يحملون 180 ألف دينار ليبي (146 ألف دولار). وعلى الفور، نفت السفارة القطرية في ليبيا القبض على أي من مواطنيها، وقالت إن الأنباء التي ترددت عارية تماماً من الصحة، مشيرةً إلى عدم وجود أي مواطن قطري في ليبيا، عدا البعثة الرسمية في طرابلس.
من جهة ثانية، خرج عشرات المتظاهرين في ساحة الشهداء في مدينة طبرق (شرق) أول من أمس، مطالبين بعدم تمديد ولاية المؤتمر الوطني، وبطرد السفيرين التركي والقطري وإنزال أعلام دولتيهما من على سفارتيهما بعد توقيف خمسة قطريين.
أمنياً، انفجرت قذيفة أول من أمس قرب القنصلية التونسية في بنغازي (شرق)، متسببة بأضرار طفيفة. وقال مصدر في القنصلية لوكالة «فرانس برس» إن الانفجار لم يخلف ضحايا.
في سياق آخر، قال الجنرال الليبي المتقاعد اللواء خليفة حفتر، في مقابلة تلفزيونية مع قناة «الحرة» إن «الإخوان المسلمين في ليبيا تنظيم دولي لا وطن لهم وليس لديهم ولاء لليبيا ولا لأي دولة، بل لديهم ولاء لقياداتهم ونعتز بما قام به (وزير الدفاع المصري عبد الرحمن) السيسي كونه رجلاً عسكرياً لديه الغيرة على بلده، في إشارة الى الانقلاب الذي نظّمه الجنرال المصري ضد الرئيس الإسلامي محمد مرسي العياط في تموز الماضي.
وأكد حفتر الذي أعلن الأسبوع الماضي عما يشبه انقلاباً عسكرياً غامضاً ضد السلطة الحالية، أنه ليس لديه علاقة بجهات خارجية وأنه في حماية الشعب ودائماً معه، مشيراً الى أن رئيس الحكومة علي زيدان مغلوب على أمره ولا يملك شيئاً.
(الأخبار، أ ف ب)