في الوقت الذي لا تزال تواصل فيه السلطات العراقية والأميركية البحث عن أشخاص يحملون الجنسية الأميركية، خطفوا قبل يومين في بغداد، دعت وزارة الخارجية العراقية، أمس، كلاً من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا للضغط على أنقرة، لسحب جنودها من شمال العراق. وذكرت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، أن الوزير إبراهيم الجعفري استقبل، أمس، السفير الأميركي ستيوارت جونز والسفير الفرنسي مارك بارتيني ونائبة السفير البريطاني بيليندا لويس، لبحث ملف توغل القوات التركية في العراق.
ونقل البيان عن الجعفري قوله، خلال اللقاء، إن "بقاء القوات التركية على الأرض العراقية انتهاك فاضح للسيادة وخرق لمبدأ حسن الجوار، داعياً إلى ضرورة أن تؤدي الدول الصديقة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، دوراً أكبر في دعم العراق لإنهاء التغلغل التركي". وأضاف أن "العراق سلك سبل الحوار والآليات الدبلوماسية، إلا أن الجانب التركي لم يبد أي استجابة، حتى الآن"، مشيراً إلى أن "بقاء الأتراك على الأراضي العراقية انتقل من عدم الارتياح إلى عدم التحمل".
مصدر أمني كشف أن اثنين من المختطفين الأميركيين من أصل عراقي والثالث من أصل مصري

وعبّر الجعفري عن تطلع بلاده إلى قيام الدول الثلاث بدور أكبر وأقوى في حث تركيا على الإسراع في الانسحاب من الأراضي العراقية. ونقل البيان عن السفراء الثلاثة تأكيدهم موقف بلدانهم الداعم للعراق.
في هذه الأثناء، تواصل السلطات الأميركية والعراقية عملية البحث عن ثلاثة أميركيين، قال متحدث أمني عراقي رفيع المستوى إنهم تعرضوا للخطف من داخل شقة "مشبوهة" في منطقة الدورة جنوب بغداد.
وقال العميد سعد معن في بيان مقتضب: "تأكد لدينا اختطاف ثلاثة أشخاص يحملون الجنسية الأميركية، خلال وجودهم في الدورة (حي الصحة)، داخل شقة مشبوهة"، مضيفاً أن "القوات الأمنية باشرت البحث عنهم، واتخاذ الإجراءات اللازمة".
بدوره، أكد ضابط برتبة عقيد أن المترجم الذي يعمل معهم دعاهم إلى شقة في الدورة، لتمضية "سهرة حمراء"، لكن "ميليشيات مجهولة اقتحمت المكان وخطفتهم".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، قد قال: "تلقينا تقارير عن فقدان مواطنين أميركيين في العراق"، مضيفاً: "نعمل بالتعاون الكامل مع السلطات العراقية لتحديد مكان هؤلاء الأشخاص واستعادتهم". وأشار إلى أن "سلامة المواطنين الأميركيين وأمنهم في الخارج، هما أولوية قصوى لدينا"، من دون أن يحدد عدد المخطوفين أو ظروف اختفائهم.
من جهته، أعلن عقيد في الشرطة العراقية أن الثلاثة ومترجمهم العراقي خطفوا في جنوب بغداد، مؤكداً أن عملية البحث تتركز، حالياً، على جمع المعلومات الاستخباراتية.
وفيما أفادت مواقع عراقية بأن المختطفين من أصول عراقية، كشف مصدر أمني لشبكة "سي ان ان" أن هؤلاء يعملون في قطاع المقاولات في البلاد، موضحاً أن اثنين منهم من أصل عراقي، والثالث من أصل مصري. وقال مسؤول في الاستخبارات العراقية إن هناك عملية أمنية جارية في العاصمة بغداد، للبحث عن الأميركيين الثلاثة المفقودين. وأضاف أن القوات الأمن أغلقت منطقة الدورة بالكامل في محاولة للعثور على الأميركيين.
بدوره، استنكر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، تزايد حالات خطف الأجانب في هذا البلد، الأمر الذي من شأنه أن "يسيء إلى علاقات العراق" مع الدول الأخرى. وشدد الجبوري على أن "اختطاف المواطنين الأميركيين، ومن قبلهم الصيادين القطريين الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً، يشير دون شك إلى تنامي عمل العصابات المنظمة، ويسيء إلى علاقات العراق مع الدول الشقيقة والحليفة والصديقة".
إلى ذلك، اعتبر زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، أمس، إقدام الحكومة العراقية على البدء بصولة ضد "المشاغبين والضوضائيين" في البصرة بداية سيرها على الطريق الصحيح، داعياً فصائل "الحشد الشعبي" و"السرايا" المحبة لوطنها إلى التعاون مع القوات الأمنية في البصرة، وعدم دعم "الميليشيات الوقحة".
وقال الصدر، رداً على سؤال من أحد أتباعه بشأن تقويمه للتحرك الأخير للقطعات العسكرية إلى محافظة البصرة، نشر على موقعه الرسمي: "لقد أقدمت الحكومة العراقية على إعطاء الأمر للقوات الأمنية بالبدء بصولة ضد المشاغبين والضوضائيين في محافظة البصرة الجريحة، على الرغم من أن الحكومة وجيشها وقواتها الأمنية في مواجهة دموية مع الدواعش".