لم تخرج التطمينات السعودية إلى أن الطرح العام الأولي لأسهم «أرامكو» سيكون في موعده، من فضاء التصريحات. وعلى رغم الإعلانات المتكررة على لسان أكثر من مسؤول حكومي، وآخرها قول المدير التنفيذي للشركة، أمين الناصر، وقبله وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان، إن الهجمات اليمنية على منشأتَي بقيق وخريص النفطيتين لن يكون لها تأثيرٌ على خطط إدراج عملاق النفط في البورصة، والذي كان مُتوقعاً الأسبوع المقبل، إلا أن سلطات المملكة تتجه على ما يبدو نحو تأجيل جديد، من دون تحديد موعد واضح.وبحسب مصادر مطّلعة، فإن «أرامكو» أرجأت طرح أسهم الشركة في سوق الأوراق المالية، آملةً أن تعزّز نتائجُ أعمالها المنتظرة للربع الثالث ثقةَ المستثمرين في أكبر شركة نفط في العالم. وقال مصدران تحدّثا أول من أمس إلى «رويترز»، إنه بعد هجمات 14 أيلول/ سبتمبر، والتي تسبّبت في تعطّل نصف إنتاج المملكة من الخام، يرغب أكبر مُصدّر للنفط في العالم في «طمأنة المستثمرين» عبر عرض نتائج أعماله أولاً عن تلك الفترة. وأوضح أحد هذين المصدرين «أنهم يريدون فعل كلّ ما في وسعهم للوصول إلى القيمة المستهدَفة. ونتائج قوية بعد الهجوم ستجعلهم في وضع أقوى». وبينما أكد المصدر الثاني تأجيل الطرح من دون تحديد موعد جديد للإدراج، احتمل آخر لـ«فرانس برس» أن يتم الطرح في نهاية العام الجاري أو في الشهر الأول من العام المقبل. في الإطار ذاته، ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، نقلاً عن مصدر، أن الإدراج تأجّل «لأسابيع». وفي تعليقها على تلك الأنباء، أشارت الشركة إلى أنها «تواصل الانخراط مع المساهمين في شأن أنشطة التجهيز للطرح العام الأولي»، مستدركة بأن «التوقيت سيعتمد على ظروف السوق، وعلى اختيار المساهمين للموعد». ويصرّ مسؤولون تنفيذيون في «أرامكو»، منذ الهجمات، على أن الأخيرة لن تؤثّر على خطط إدراج الشركة، بل يعتبرون أن استعادة كامل إنتاج النفط بوتيرة أسرع من المتوقع (وفق المعلن) من شأنها أن تعزّز صورتها. ومن هنا، بيّن المصدر الثاني الذي تحدث إلى «رويترز» أن «التوجّه الرسمي هو أن نتائج الربع الثالث جيدة جداً، لذا هم يرغبون في تزويد المحلّلين بأحدث المعلومات وتسويق الطرح العام الأولي بعد أرقام الربع الثالث».
من جهته، أفاد مسؤول تنفيذي كبير في مجموعة «توتال» الفرنسية للنفط والطاقة بأن أسواق النفط فقدت مليونَي برميل يومياً من إمدادات الخام هذا العام بسبب مشكلات أمنية وسياسية، لكنها أكثر قلقاً حيال تباطؤ الطلب. وأشار رئيس شؤون التجارة والشحن في «توتال»، توماس وايمل، خلال المؤتمر الدولي لشركات البترول والغاز الطبيعي المنعقد في الصين، إلى أن المشكلات السياسية التي أدت إلى فقدان إمدادات الخام تشمل العقوبات الأميركية على فنزويلا وإيران، والتعطيلات في السعودية وليبيا. وأضاف أنه رغم ذلك «بإمكاننا أن نجد أن المخاوف حيال تباطؤ الاقتصاد والطلب أكبر بكثير من مثل هذا التعطل غير المتوقّع في الإمدادات».