القاهرة | نفّذت مصر جميع الاشتراطات الروسية الخاصة باستئناف رحلات «الشارتر» بين المطارات الروسية وشرم الشيخ، المنتجع السياحي الأكثر استقبالاً للسائحين الروس قبل أربع سنوات، بعد تفجير رحلة «متروجت» في سماء سيناء، بعد دقائق من مغادرة الطائرة مطار شرم الشيخ، من جرّاء عبوة ناسفة زرعت أسفل مقاعد أحد الركاب في الطائرة. ونفذت وزارة الطيران المصرية جميع الاشتراطات الخاصة بتأمين الرحلات في شرم الشيخ، إذ ستخصّص الصالة الرقم 2 في المطار، التي تم افتتاحها تجريبياً، لتكون بوابة الطيران الروسي والخطوط الجوية البريطانية التي ستعيد أيضاً رحلاتها المنتظمة إلى المدينة اعتباراً من الشهر المقبل.وكلف إنشاء الصالة الجديدة نحو 50 مليون دولار، تضمّنت بناءها وتركيب منظومة كاميرات تتضمن مراقبة دقيقة للحركة داخلها، لرصد تحركات الركاب بدقة وكذلك حركة الحقائب، مع تحديث منظومة «السيور» التي تقلّل تدخّل العنصر البشري، إضافة إلى الانتهاء من إنشاء سور حول المطار وتركيب منظومة رادار لحمايته من أيّ مخاطر من على مسافة بعيدة. والشروط التي تم تنفيذها في الصالة أهم المطالب التي حدّدها الخبراء الروس الذين زاروا المطار لمراجعة الإجراءات الأمنية داخله قبل استئناف الرحلات التي كانت تنقل نحو مليوني روسي سنوياً إلى شرم الشيخ فقط، علماً بأن الصالة الجديدة يمكنها استقبال نحو أربعة ملايين مسافر، وستخصّص لإنهاء إجراءات السفر لشركات تتبع إجراءات مشددة.
وعلى غرار التشديدات الاستثنائية التي ترافق الطيران الروسي من مطار القاهرة، ستكون هناك إجراءات مماثلة على الرحلات من روسيا وإليها فور استئناف الرحلات، علماً بأن وفداً أمنياً روسياً سيصل قريباً لتفقّد مطاري شرم الشيخ والغردقة بعد إبلاغ الجانب المصري الانتهاء من تنفيذ جميع الاشتراطات. وكانت القاهرة ترفض في البداية بناء سور حول مطار شرم الشيخ، مكتفية بالأسلاك الشائكة التي تحوطه، لكن الآن تمّ تطويق المدينة من جميع المناطق بسور خاص، إضافة إلى وضع بوابات إلكترونية للكشف عن المتفجرات، علماً بأن غالبية السائحين الروس يفضّلون قضاء عطلاتهم في الفنادق المطلة على الشواطئ.
وشكلت السياحة الروسية قبل الحادثة التي أدت إلى مقتل 224 راكباً نحو نصف السياحة الوافدة إلى شرم الشيخ. وكانت كلفة الرحلة بالإقامة والمشروبات في المتوسط نحو 700 دولار للسائح الواحد في الأسبوع، علماً بأن فنادق عديدة اضطرت إلى الإغلاق مع عزوف الروس عن القدوم، وكذلك من جرّاء ارتفاع كلفة الرحلات بنسبة تفوق 50% مع غياب الطيران المباشر وتوجيه شركات السياحة الروسية زبائنها إلى أسواق أخرى.