ليلةٌ دامية شهدتها كربلاء (100 كيلومتر جنوبي بغداد)، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين، بعدما حاول المحتجون حرق مبنى القنصلية الإيرانية، ورفع الأعلام العراقية على جدرانها، حيث كتبوا «كربلاء حرّة حرّة... إيران برّة برّة»، وسط اهتمام أميركي رسمي وإعلاميّ لافت، خصوصاً أن الحادثة التي وقعت فجر أمس تزامنت مع الذكرى السنوية الأربعين لاستيلاء الثوّار الإيرانيين على السفارة الأميركية في طهران.الرئيس الأميركي دونالد ترامب نشر على حسابه في «تويتر» تغريدةً بالعربية تضمّنت مقطعاً مصوّراً يظهر فيه عراقيون يحرقون جزءاً من جدار القنصلية وهم يرمونها بالحجارة. وهنا، رأى زعيم «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، أن تغريدة ترامب وتعاطف وزير الخارجية الإسرائيلي «دليلٌ على ما قلناه عن الدور الإسرائيلي ــــ الأميركي ـــ الخليجي في دعم عناصر محليّين لتخريب الوضع». أما محافظ كربلاء، ناصيف جاسم الخطابي، فذكر أن «المتظاهرين لديهم قنابل وسلاح»، في وقت أكّدت فيه مصادر أمنية، في حديث إلى «الأخبار»، أن «أتباع الحركة الصرخيّة (بزعامة رجل الدين محمود الصرخي) يتحمّلون المسؤولية».
وأفادت تقارير إعلامية عديدة بأن المحتجّين قطعوا الشوارع المحيطة بالقنصلية، في وقتٍ عمدت فيه القوات الأمنيّة إلى إطلاق الرصاص الحيّ بكثافة في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين طالبوا البعثة الدبلوماسية بمغادرة المدينة. وفي هذا الإطار، أوقفت طهران الزيارات الدينية لمواطنيها إلى العراق حتى إشعار آخر. ونقلت وكالة «أنباء فارس» أن جميع الموظفين الإيرانيين في العراق قد عادوا إلى الجمهورية.