حلب | أعلن «لواء عاصفة الشمال» أمس انضمامه إلى «الجبهة الإسلامية _ لواء التوحيد»، لينهي الفريقان بذلك معركة دموية اندلعت بينهما للسيطرة على معبر باب السلامة الحدودي. كذلك أعلنت «كتائب فجر الخلافة الاسلامية» انضمامها إلى «جبهة النصرة» شرطَ «القتال في مدينة عندان فقط». وتشير المعطيات المتوافرة إلى أن الخطوتين تأتيان في سياق محاولات لإعادة هيكلة شاملة للمجموعات المسلحة، في ظل معلومات عن مفاوضات لإيجاد صيغة تضمن انضمام «الجبهة» إلى أركان الجيش الحر.
وبالعودة إلى اتفاق «عاصفة الشمال» و«التوحيد»، فقد نصّ على «دخول لواء عاصفة الشمال في الجبهة الإسلامية تحت مسمى لواء التوحيد، والتخلي عن الاسم السابق طاعة لله ورسوله».
مصدر مطّلع على كواليس المجموعات المسلحة في حلب أكد لـ«الأخبار» أنّ دمج اللواءين جاء في ظل تهاوي قوتيهما، وقوة «الجبهة الإسلامية» بشكل عام في حلب. وانطلاقاً من هذه النقطة جاء تكرار نداءات الاستغاثة التي أطلقتها الجبهة لـ«إنقاذ حلب». وتداول ناشطو المعارضة أمس نداءً وجّهه الشيخ السعودي عبدالله المحيسني إلى قادة الجماعات المسلحة لإرسال الدعم إلى جبهة الشيخ نجار التي ينقص فيها الرجال، كما وجّه نداءً إلى «التجار المسلمين في العالم لتمويل الجهاد». وحذّر الداعية السعودي الذي اشتهر بمبادرته (مبادرة الأمة) لوقف القتال بين «داعش» و«النصرة» من إحكام الجيش السوري حصاره على مناطق شرقي حلب، وأعلن تخصيص رقم هاتف للتواصل عبر «الواتس أب» للالتحاق بالقتال مع تأمين الذخيرة، وعن أرقام هواتف لجمع التبرعات لمصلحة «معركة أنقذوا حلب الشهباء».
وعلى صعيد متصل، نفت «الجبهة الاسلامية» ما جاء في بيان منسوب إليها تعلن فيه «الإيقاف الفوري من طرفنا لكافة العمليات العسكرية والقتالية بين المجاهدين من الجبهة الإسلامية وإخوانهم من الدولة الإسلامية، والنأي بالنفس عن أي صراع وصدام حالي ومستقبلي يحصل خارج سياق مواجهة طاغية سوريا وجنده وحلفائه، وقبولها بلا شروط مسبقة أحكام وقرارات المحاكم الشرعية التي ترتضيها الدولة الإسلامية في العراق والشام».
ميدانياً، حقّق الجيش السوري تقدماً كبيراً في سعيه لفك الحصار عن سجن حلب المركزي، حيث وصلت طلائع دباباته إلى مشارف أسوار السجن، بعد سيطرته على تلة المجبل الاستراتيجية المطلة على موقع مستشفى الكندي أول من أمس، ليصل إلى قرية بريج الريح التي تبعد أقل من كيلومترين عن السجن. وقال مصدر في السجن لـ«الأخبار» إنّ «عناصر وحدات حماية السجن يرون بالعين المجردة طلائع وحدات الجيش التي تتقدم نحوهم... والمعنويات عالية جداً».
بالتزامن مع ذلك، تمكنت فرق «الهلال الأحمر العربي السوري»، لليوم الثاني على التوالي، من إدخال كمية من وجبات الغذاء والدواء للمحاصرين، كما قامت بنقل جثامين أربعة عشر عسكرياً، كانوا قد دفنوا في باحة السجن، قضوا خلال معارك الدفاع الأخيرة عن السجن، حسب مصدر في «الهلال الأحمر».
في موازاة ذلك، شهدت المدينة القديمة في حلب اشتباكات عنيفة في المدرسة الخسرفية والسيد علي، حيث تصدّت وحدات من الجيش لمجموعات مسلحة حاولت التقدم في اتجاه الأحياء الآمنة، وامتدت الاشتباكات إلى قرية عزيزة جنوب غرب المدينة، في حين أغار سلاح الجو على مواقع ومقار للمسلحين في باب النيرب، ودوار الحاووظ، والمدينة الصناعية، والجندول ومحيط السجن المركزي، ومقالع الحجر، وحيلان، شمال المدينة، وفي كويريس والعربيد والجديدة شرقها. كذلك شهدت مدينة دير حافر حرق كمية من الدخان جمعها مسلحو تنظيم «داعش»، وأعلنوا حظر بيع السجائر و«الأركيلة» وتدخينهما تحت طائلة «العقاب التعزيري» بالجلد علناً. وفي ريف اللاذقية، استهدف الجيش السوري مراكز للمجموعات المسلحة في قرى وبلدات الريف الشمالي. وذكر مصدر عسكري لوكالة «سانا» أنّ وحدات من الجيش «قضت على أعداد من الارهابيين في قرى وبلدات الشميسة ومحمية الفرللق والدرة ومجدل كيخيا».