ريف دمشق | أدّى القصف المركّز أمس على مزارع ريما بالقرب من يبرود، عاصمة القلمون في ريف دمشق، إلى مقتل قائد كتيبة «ثائر بوظان» محمد عبد الحكيم الملقّب بـ«الكوبرا»، إضافة الى أفراد المجموعة المرافقة له. و«الكوبرا» ابن القصير في ريف حمص، يعدّ أحد زعماء مقاتلي المعارضة المسلحة، خصوصاً بعد مشاركته في معارك القصير.
وهو يتزعّم كتيبة «الشهيد ثائر بوظان»، وهي واحدة من كتيبتين تشكّلان لواء «فجر الإسلام»، إلا أن الكتيبة المذكورة تقاتل منفردة في منطقة يبرود تحت إشراف «القيادة العسكرية الموحدة» التي يرأسها العقيد المنشق عبدالله رفاعي، والتي تشارك فيها فعلياً الفصائل المتحالفة في إطار «الجبهة الإسلامية». مصادر متابعة قالت لـ«الأخبار» إنّ «الكوبرا» لمع نجمه على نحو واسع خلال معارك القصير، ولاحقاً في معارك القلمون، نتيجة لمهاراته العسكرية. وبذلك ضَمِن استقلالية عالية لكتيبته عن بقيّة الفصائل المسلّحة، وربط على نحو وثيق بين اسم الكتيبة التي يرأسها ولقبه الذي استوحاه من اسم صواريخ «الكوبرا» المضادة للدروع.
من جهة أخرى، تتواصل المفاوضات التي تجريها الفصائل الفلسطينية مع مقاتلي «جبهة النصرة»، في مخيّم اليرموك (جنوب دمشق)، لدفعهم الى الانسحاب من المخيّم. وكان المتحدّث باسم دائرة العلاقات الخارجية في «حركة فتح» في سوريا، محمد أبو القاسم، أعلن أنه تلقّى معلومات عن أنّ مسلّحي «جبهة النصرة»، الذين اقتحموا مخيّم اليرموك (عددهم 400)، بدأوا بالانسحاب منه. إلا أن قائد لواء «العهدة العمرية» إسماعيل هاني العمري سرعان ما نفى هذه المعلومات، مؤكّداً أن لا أحد من المسلحين ينوي الانسحاب. وتوفّي أمس مسنَّين فلسطينيين جراء نقص الأغذية، ليرتفع بذلك عدد ضحايا الجوع إلى 126، بعدما كان قد توقف موت أبناء اليرموك جوعاً مع بداية إدخال المواد الإغاثية بموجب مبادرة الفصائل الفلسطينية.
الى ذلك، لم تتوقّف الاتهامات بين «الجبهة الاسلامية» وخصومها في تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام»، حيث تتّضح الانقسامات الحادة التي تتكشف يوماً بعد يوم نتيجة ارتفاع عدد قتلى المعارك بينهما، خصوصاً بعد إعلان رئيس شورى «الجبهة»، أبو عيسى الشيخ، أن «داعش» قتل أكثر من 500 من «لواء التوحيد». وهاجم الشيخ «داعش»، على حسابه على «تويتر»، قائلاً: «هم المفسدون في البلاد... ولن ننتهي عنهم حتى يرحلوا عنا». وكشف أنّ التنظيم قتل «أكثر من 500 عنصر من لواء التوحيد»، مؤكداً «أن الجبهة الإسلامية لها موقف موحّد تجاه التنظيم ولا تبرم معه اتفاقاً ولا معاهدة». وأضاف: «ليس بيننا وبينهم إلا الحديد والنار. وبما أنهم رفضوا الاحتكام إلى القرآن الشريف والشرع الحنيف، فإننا نحتكم معهم إلى السيوف الصوارم، ونعمّا (ما أحسنها) هي من حاكم، لا نتغير حتى يتغيروا، ولا نتراجع قبل أن تبرأ ساحة الجهاد الشامية من رجسهم». وكانت المعارك بين «داعش» من جهة و«الجبهة الاسلامية» و«جبهة النصرة» و«جيش المجاهدين» من جهة أخرى قد اندلعت منذ كانون الثاني الماضي، وأدّت إلى وقوع أكثر من 3300 قتيل.
ميدانياً، أعلنت «جبهة النصرة»، أمس، سيطرتها على منطقة المجبل في ريف حلب، في وقت شنّ فيه الجيش السوري غارات جوية على مساكن هنانو والليرمون والشيخ نجار ومحيط سجن حلب المركزي.