تتابع واشنطن إرسال تعزيزات عسكرية إلى محيط حقول النفط الشرقية
من جهة أخرى، شهدت مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، أمس، انفجار سيارتين مفخختين على دوار الأعلاف وسط المدينة، ما أدى إلى استشهاد مدنيَيْن اثنين وإصابة آخرين. وكانت قد انفجرت أول من أمس سيارة مفخخة استهدفت مقر المجلس المحلي للمدينة في مبنى نقابة المعلمين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وجراء عدم تبني أي جهة المسؤولية عن المفخّخات، تتهم الفصائل المسلحة التابعة لأنقرة «الوحدات» الكردية بالوقوف وراءها، فيما تعيدها القوى الكردية إلى «خلافات وتصفية حسابات داخلية داخل بنية الفصائل المسلحة غير المتجانسة». وفي الساعات الأولى بعد منتصف ليل الأربعاء ــــ الخميس، أوقع انفجار استهدف رتلاً للقوات التركية في شمال سوريا عدداً من القتلى والجرحى، وفق «المرصد السوري» المعارض. وأفاد المرصد بأن رتلاً لـ«القوات التركية» استُهدف بسيارة ملغومة «خلال توجّهه إلى قاعدة البلدق غربي مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي».
وبينما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أكد، عقب لقائه قبل يومين نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أن «المنطقة الآمنة» التي تعمل أنقرة على إقامتها بعمليتها «نبع السلام» تعمل «جيداً»، تواصل الولايات المتحدة إرسال تعزيزات عسكرية ولوجستية إلى قواعدها في محيط حقول النفط شرق سوريا، كما نقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصادر محلية. وذكرت المصادر أن قافلة أميركية من خمسين شاحنة دخلت مساء الأربعاء، عبر معبر «سيمالكا» الحدودي مع العراق، ووصلت حقول جبسة النفطية قرب مدينة الشدادي جنوب الحسكة. كما أوضحت المصادر أن «القافلة حملت سيارات رباعية الدفع وآلات حفر وبناء، وضمت شاحنات مغلقة يعتقد أنها تحمل ذخائر»، مضيفة أن «تسع عربات مدرعة وخمسين جندياً أميركياً كانوا قد وصلوا الثلاثاء إلى القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي».
وتُعزز واشنطن قواتها في المنطقة الشرقية، في وقت قال فيه وزير الدفاع مارك إسبر، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، إن بلاده «أتمّت انسحابها العسكري من شمال شرق سوريا ليصبح عدد الجنود الأميركيين في بقية أنحاء سوريا 600». كما أكد إسبر احتفاظهم بالقدرة على إدخال أعداد صغيرة من القوات وإخراجها وفقاً للضرورة، لكنه ذكر أن العدد «سيتأرجح عند مستوى 600 في المستقبل المنظور». ولا يؤشر حديث إسبر ومعطيات الميدان سوى على الفارق الذي كان دائماً موجوداً بين تصريحات المسؤولين في واشنطن، وما يجري على الأرض وتقوم به قواتهم. كذلك، لا يمكن حصر أعداد الجنود في القواعد التي بقوا فيها، لكن ما يمكن تأكيده أنهم موجودون حالياً في محيط حقول النفط في الجهة الشرقية.