توجّهت قافلة عسكرية أميركية، أول من أمس، من الحدود العراقية باتجاه ريف القامشلي، تمهيداً لانتقالها إلى القواعد الأميركية الموجودة في محيط حقول النفط في الحسكة ودير الزور، في أكبر حركة نقل عسكرية بعد إعلان الولايات المتحدة الرسمي إعادة الانتشار في الأراضي السورية، والإبقاء على 600 جندي فقط هناك. ويبدو أن الغرض من القافلة، التي تحوي أسلحة ومعدّات لوجستية وآليات وصهاريج للوقود، تجهيز قواعد جديدة في حقلَي العمر وكونيكو، تمهيداً لتفعيل استخراج النفط السوري الموجود في هذه المناطق. ويوم أمس، سيّرت القوات الأميركية عدداً من الدوريات، ضمّت عربات «هامفي» مع أجهزة لكشف المتفجرات، في عدد من ساحات مدينة الحسكة ومداخلها (سينالكو/ إطفائية/ بيروتي)، تمهيداً لتحرك الرتل من ريف القامشلي باتجاه ريفَي الحسكة الجنوبي ودير الزور الشمالي الشرقي. ووفق المعطيات الميدانية، فإن واشنطن عمدت إلى تثبيت وجودها في سبعة مواقع في ريفَي الحسكة ودير الزور، في ظلّ سعيها لاتخاذ حقل العمر النفطي كقاعدة جديدة رئيسة لـ«التحالف» الدولي، بدلاً من قاعدة معمل لافارج للإسمنت في ريف الرقة، والتي كانت قد انسحبت منها بعد بدء الهجوم التركي على الشمال السوري. كما تسعى الولايات المتحدة، من خلال الدفع بتلك القوافل، إلى تدعيم قاعدتها الموجودة في مديرية حقول الجبسة في ريف الحسكة، والمشرفة على عدد من آبار النفط، إلى جانب معمل غاز الجبسة في مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي. ويُتوقع أن تشهد الفترة المقبلة نشاطاً مكثفاً للقوافل الأميركية، بهدف تعزيز قواعد واشنطن في ريفَي الحسكة ودير الزور بمعدّات لوجستية للتحصين، وآليات وأسلحة لتأمين الحماية الكافية لها في مناطق الانتشار الجديد.